الحاجة لخارطة طريق عربية لإنقاذ العراق !!

Abstract

كان اختيار السفير بول بريمر موفقاً من قبل الإدارة الأمريكية لمهمة تفكيك الدولة العراقية، واختصر هو مهمته التاريخية -كما يسميها في كتابه خلال عام واحد- فأصدر عدة أوامر تترجم حقد اليمين الأمريكي المتطرف بتأييده لدويلة إسرائيل بسحق كل قوة يمكن أن تهدد وجودها على أرض فلسطين العربية الإسلامية، وابتدأ بقرار إلغاء الجيش العراقي وفك كافة التشكيلات الأمنية وترك الشعب العراقي دون توجيه معنوي بإنهاء خدمات كافة الإعلاميين وموظفي وزارة الإعلام ومحاربة رجال الصحافة بسحب رخص جميع الصحف والمجلات العراقية. وجاء تشكيل مجلس الحكم لينبت بذرة التفرقة الطائفية المذهبية العرقية بين صفوف الشعب العراقي المبتلى بالاحتلال الأجنبي الطامع في ثرواته الطبيعية المتعددة، وكانت حصيلة هذه الاستراتيجية الاستعمارية الغادرة أن تحول العراق إلى بركة من الدم وفقد الأمن وارتفعت نسب الضرر والاغتصاب والسلب والنهب وعاش هذا القطر العربي حالة من الاستباحة لكرامته وشرفه وثروته، وأصبح الانتقام السياسي الحاقد مهنة كل السياسيين الذين اعتمدوا الولاء للأجنبي برنامجهم الحزبي، فسهلوا كل الطرق لفرق الموت والانتقام لقتل ضباط العراق وعلمائه الذين اشتركوا في شرف الدفاع عن العراق العربي من الهجمة المذهبية المصدرة إليه من الشرق وبقوة طابورهم الخامس الذي سرق السلطة وانفرد بها لمحاربة كل معارضيهم ومحبي العراق الموحد تحت راية واحدة والمتمسك بهويته العربية الإسلامية! ومنذ الفتح الإسلامي لأرض العراق وفارس وذكرى شجاعة الصحابي الكريم سعد ابن أبي وقاص - رضي الله عنه - وشجاعة القعقاع وقادسيتهم المظفرة منذ ذلك التاريخ الإسلامي الخالد مضافاً له تسعة آلاف عام من الحضارة المثلى في كافة صنوف الحياة الذي جاء بها السومريون بخطهم المسماري وملحمة حامورابي وجنائن نبوخذ نصر المعلقة وغيرها من مظاهر حضارته القديمة كل هذا يدعونا نحن العرب والمسلمين لنصرة شعب العراق الصابر على ألمه منذ سنين طويلة كانت نهايتها أقساها يئن تحت نير الاحتلال العسكري الغاشم الذي خدع الجميع بشعارات الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، وشعبنا في العراق تشبع برائحة الدم والغدر والفساد حتى اعتادها من الأجنبي وأعوانه القوى السياسية المشتركة بما يسمى بالعملية السياسية من أحزاب مذهبية وعرقية تتخبط في عرضها لمشاريع تدعي أنها تؤدي للمصالحة الوطنية ومن ثم الاستقرار الأمني الذي سيحقق....