من يصنع التاريخ ، و من يتاجر .. ؟
التاريخ
2007-07-01التاريخ الهجرى
14280616المؤلف
الخلاصة
شموس الأزمنة من يصنع التاريخ، ومن يتاجر..!؟ راشد فهد الراشد على مدى تاريخ القضية العربية قامت ثورات، وسقطت أنظمة، ووصلت إلى قيادة الأنظمة في بعض الدول العربية جماعات من العسكر، وارتفعت شعارات ثورية أعطت للإنسان العربي الأحلام، والأوهام، والمستقبلات الضبابية، وانتشرت على مساحة الوطن العربي من الماء إلى الماء ايديولوجيات حزبية تصدر الخطابات، وتطعم للإنسان الزيف، والخداع، والمتاجرة، وتأخذه عبر الصراخ، والإنشاء إلى متاهات الحلم، واسترخاءات الأمل، ونشوة خداع النفس. وكثر الدجالون، والمشعوذون، والحواة، والقديسون، والمبشرون، والمتاجرون، والكذابون، وظهر على سطح السياسة العربية أقزام في زي زعامات وظفت القضية العربية لمصالحها، وابتزازاتها، ووصولها إلى عتبات صناعة القرار العربي، وجعلت منها وسيلة للاحتيال، والنصب، والإثراء، والمكاسب والامتيازات. في أتون هذا المشهد كانت القضية العربية تقع في الخطأ وتخرج منه إلى خطأ أكبر وأفدح وأقسى. في الوقت الذي كان التيه الفلسطيني يأخذ امتداده على جغرافيا الكرة الأرضية، والجغرافيا العربية تضيع، وتؤخذ في حروب أدواتها، وعتادها، وعدتها الشعارات، والشعارات فقط، وهنا، وبين هلالين نستعيد قول المعذب أمل دنقل. عيد بأية حال عدت يا عيد، بما مضى، أم لأرضي فيك تهويد. نامت نواطير مصر، عن عساكرها فحاربت بدلاً منها الأناشيد.. هذه كانت صورة الأمة باختصار، نقفل الهلالين، ونستمر.. إذن: التاريخ لا يصنعه إلا الرجال المؤمنون بعروبتهم، وبإرثهم، وتاريخ أمتهم، وجذر هذه الأمة في الحضارة الإنسانية الذي يوشك للأسف على العطب، والتفسخ، والاهتراء إلا ان يتداركه الله بقامات مثل الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أثبت ان صناعة التاريخ، وصياغة مستقبلات الأمة لا تتأتيان عبر الشعارات، والتوظيفات البليدة، وخداع الشارع العربي بالأوهام، ووعود إطعامه المن والسلوى، ورمي اسرائيل في البحر، أو على الأقل عودة اليهود بالبواخر التي ستنتظرهم في موانئ فلسطين. لقد حمل خادم الحرمين الشريفين قضية العرب الأولى في قلبه، وجعلها همه الوحيد، ومعها حمل قضية العراق، ولبنان، وكل القضايا العربية في وجدانه العروبي، وسافر بكل تراكمات أحزان، ومآسي، وإحباطات، وهزائم الأمة إلى عواصم العالم بشجاعة، وإيمان، وعزم، وإصرار على أن الحق العربي يجب أن يستعاد، وأنه البداية لحل مشكلات كل قضايا المنطقة، والقضاء على ظواهر الإرهاب، والفوضى الأمنية التي أصبحت مصدر قلق العالم. الملك عبدالله لا يبحث في نضالاته عن مجد زائف، ولا يبحث عن موقع للمملكة في التأثير على أوضاع المنطقة، أو ايجاد مكانة لها في صناعة القرار، ولا عبرها تسعى المملكة إلى إقامة أحلاف إقليمية تأخذ قضايا الأمة إلى مسارات هشة وذاتية. إنه رجل الوضوح، والصرامة، والمكاشفة التي هي ثوابت تنطلق من نسغ عروبته، وأصالته. ولهذا كانت رحلته الأوروبية الأخيرة متوهجة بكل ما هو عطاء صادق في عواصم القرار الأوروبي. انه رجل يصنع التاريخ. وصناعة التاريخ عملية مضنية وكبيرة وشاقة.
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
431529النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
14251المؤلف
راشد فهد الراشدتاريخ النشر
20070701الدول - الاماكن
اسرائيلالعالم العربي
فلسطين
لبنان
مصر
القاهرة - مصر
القدس - فلسطين
بيروت - لبنان