الارتفــاع للأسفل
التاريخ
2009-01-18التاريخ الهجرى
14300121المؤلف
الخلاصة
في طائرة «بوينج 777» وفي لحظة الارتفاع والهبوط، تلك اللحظة الحرجة عند البعض التي ترتفع وتهبط في لحظاتها معان وتستذكر وتستيقظ على معان .... تجد لوحة المقعد وهي تسارع بسرقة عينيك التي تفاجأتها عبارة «اربط الحزام من فضلك». هذه العبارة التي لا تظهر إلا ومعها اللون الأحمر الذي يبدي للكل لغة الترقب والتوجس والانتباه، وكأنها لحظة إنذار واستعداد لأي طارئ ربما سوف يقع ......! والحقيقة أن مثل هذه العبارة تظهر كل يوم من جميع أبواب التقدم والحضارة المزعومة التي نركبها جميعا منذرة بالهبوط أو بالارتفاع للأسفل، إذ الواقع بكل أجندته السياسية والاجتماعية والثقافية منذر في دوام أن نربط الحزام لا لاشعارنا بالارتفاع ولكن لنهبط .... ونهبط .... ولكن نحو الأسفل. فالقتلى الذين ذبحوا واستشهدوا أمام عيون العالم في غزة وقبلها في أرجاء العالم الإسلامي، وأخبار القتل الجماعي المشاهد في العراق .. وأنهار الدم التي مازالت تسقي شقاوة الحضارة والإنسانية هو مسلسل متنوع المشاهد لا يرفعنا إلا للأسفل. فلغة الضمير العربي والإسلامي التي بدت أكثر تعاطفا وتفاعلا مع الفلسطينين هو ما يجعلنا نرتفع إلا أن لغة الهبوط السريعة من بعض الجهات العروبية، من هنا وهناك لمحاولة كبتها وصدامها وإن شئت إماتتها تثير لغة الإنذار والمفاجأة ولو تراكضت عجلة الإنكار والشجب وسرعة عقد مؤتمرات وقمم لحل الأزمة التي أورثتنا نحن العرب مزيدا من التدوين للهزيمة. فموازين القوة في المسرح السياسي ترسم طرقا من الارتفاع للأسفل. فالآلات الحربية المتطورة المقبلة من البنتاجون تجرب في ساحة الضعفاء، تتقدم وتقصف المدنيين والمقاومين بأسلحتهم التي لم تظهر للعدو إلا ميزان التحدي والصبر ، وكأن حماس بين فكين .. فك التحمل والصبر، وفك التفكير وإظهار التحدي، رغم أن الوحشية اليهودية مازالت تتفنن في استخدام مخالبها وبألوان مختلفة. فلم يعد هذا العدو يستحي أو يخجل من الاستنكار العالمي، ولم يفكر في الأساليب الدبلوماسية المغلفة بخدعتي الحرية والديمقراطية. ولم يعد يسوق لمنطق الشعارات ولكن مازال يرينا الاستكبار والعنجهية والمساومة البرجماتية، التي قدمت للعالم أن الحضارة المادية ترتفع للأسفل لتسخير العلم لصناعة القوة، ولابتكار آليات جديدة للموت. إن الموقف الحالي من العدوان على غزة صورة تثبت أن التطور أصبح ذريعة للتسلط والاستهلاك الصحفي، واستبداد الأقوياء على الضعفاء. أخيرا ..... شكرا لخادم الحرمين الشريفين ولكل من أوقد شمعة أو أحيا أمة . فالمبادرة وقمة الرياض وما حرجت به من توصيات وميض أمل مازالت حكومة الخير رائدة وسباقة لإخراج منبع للنور ولإحياء السلام الذي سيرفعنا من غير هبوط. Hani077@hotmail.com
الرابط
الارتفــاع للأسفلالمصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
431776النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13001الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - العراق
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المؤلف
هاني الملحمتاريخ النشر
20090118الدول - الاماكن
اسرائيلالاردن
السعودية
العالم العربي
العراق
فلسطين
الرياض - السعودية
بغداد - العراق
عمان - الاردن
غزة - فلسطين