الأردن والصمود ضد الإرهاب

Abstract

لا يزال الإرهاب يفرض وجوده الدنيء والبشع في هذا العالم منذ أحداث 11 سبتمبر 2001م، متنقلاً بين مناطق مهمة وحساسة، من الرياض إلى شرم الشيخ إلى بالي، ومنها إلى مدريد والدار البيضاء، ولندن، وأخيراً في عمّان. وقد تم اختيار توقيت الإرهاب بالتفجيرات الوحشية في العاصمة الأردنية في 9/11/2005م مقابل ذلك التوقيت على نيويورك في 11/9/2001م. ولكن ما المقصود من ذلك، ربما كان الهدف من ذلك هو إعادة عجلة الزمن وتجميده في وقت حدده الإرهابيون لضرب الأماكن الاقتصادية والسياحية من أجل الضغط على الحكومات والشعوب، وإملاء شروطهم وترويع الآمنين. إن هدفهم هو زعزعة الثقة في الاقتصاد والتنمية في البلاد، وجعل الفوضى والخوف مفتاحاً لمزيد من التدمير وإزهاق أرواح الأبرياء. إن الإرهاب الذي ضرب الأردن لن يضرب صمود واستقرار الأردن، لأنه سيجعل الشعب الأردني وحكومته أكثر حذراً ونقمة على من قام به أو موّله أو خطط له، مهما كانت الدوافع، وهي دوافع وحشية وبربرية لا تستند إلى دين أو أخلاق أو قيم!! إن هذا الإرهاب السرطاني الذي انتشر في بعض مناطق العالم، وخاصة في الوطن العربي سوف يغيّر نظرة كثير من الناس حول تفسير الإرهاب، ذلك لأن الإرهاب الذي حدث في الأردن وفي المملكة العربية السعودية وفي غيرهما يقوم على سفك دماء الأبرياء، وتشويه سمعة المسلمين، وتصدير العنف والقتل إلى هذه البلاد الآمنة!! ولا شك أن التفجيرات الإرهابية التي حدثت في عمّان كانت تهدف إلى ضرب قطاع السياحة، كما حدث في شرم الشيخ بالإضافة إلى زعزعة الأمن وتصدير مسلسل الفوضى والقتل إلى المناطق الآمنة من العالم. إن قطاع السياحة الذي يشكل حوالي 12? ن الناتج الأردني المحلي هو من القطاعات التي لن تتأثر بهذه التفجيرات، نظراً إلى وقوف جميع الشعب الأردني، بل وإلى وقوف كافة شعوب العالم ضد هذه التفجيرات، كما أن منظمة السياحة العلامية قد أكدت وقوفها إلى جانب الأردن لتجاوز هذه المحنة، ومن أجل أن يبقى الأردن دولة سياحية رائدة تجذب إليها السياح من جميع أنحاء العالم. إن دعوة العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين تذكرنا بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والتي تحث المواطنين في بلادنا وفي الأردن على المزيد من الحذر وزيادة التعاون مع الأجهزة الأمنية من أجل إحباط أي محاولة للعبث بأمن الوطن ومنجزاته في أي مكان.. ومن أجل الصمود دائماً في وجه الإرهاب... والله ولي التوفيق.