فقهاء : المبالغة في طلب الديات تخدش أصالة شعب المملكة
الخلاصة
الأحد, 22 فبراير 2009واس - الرياضحث الدين الإسلامي الحنيف على العفو والصفح واحتساب ذلك عند الله سبحانه وتعالى لما وعد الله به من أجر ومثوبة في قوله تعالى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) ويقول تعالى (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) ويعد العفو والتسامح من شيم العرب وصفة نبيلة سطرتها كتب التاريخ وسير العظماء على مر السنين. بيد أن ظاهرة المبالغة في طلب الديات مقابل العفو عن القصاص إلى جانب تجمعات القبائل وإقامة المخيمات من أجل طلب العفو تخدش الصور الإيجابية التي تعكس أصالة شعب المملكة أمام الآخرين بأشياء بعيدة تماما عن الدين والتقاليد فضلا عن أنها إرهاق لكاهل أسرة المعفو عنه وأقاربه وقبيلته إلى حد يصل في بعض الأحيان إلى المستحيل. فالعفو لم يكن يوما من الأيام من أجل دنيا أو مظاهر زائلة وإنما هي شيمة وقيمة لاتقدر بثمن فما عند الله خير وأبقى.في هذا السياق عبر عدد من المشايخ والقضاة عن استنكارهم الشديد للمبالغة بطلب الديات بمبالغ طائلة?لقاء التنازل عن القصاص، ووصل ذلك إلى استنفار القبائل وإقامة المخيمات وعمل لوحات إعلانية تطلب التبرع لهذا الغرض وما يتبعه من أشياء ليست في ديننا الإسلامي من شيء ولم تكن معروفة في العرف القبلي منذ عقود خلت على أن السبيل للخروج من هذا المأزق والتجارة في الدماء يكمن في تغليب العاطفة الدينية وتغليب ما عند الله من الأجر العظيم، وأن يكون الوسطاء على قدر من المسؤولية خاصة الوجهاء وشيوخ القبائل لما لهذه القضية من حساسية شديدة لأمن القاتل ولأمن أولياء القتيل.فقد قال رئيس المحاكم بمنطقة تبوك عضو المحكمة العليا الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد إن الله سبحانه وتعالى رغب إلى عباده العفو والصفح لقوله تعالى // فمن عفى وأصلح فأجره على الله // وقوله تعالى // والصلح خير // وقوله تعالى // فمن عُفى له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان // وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم / من قتل له قتيل فهو بخير النظرين /.وبين أن الله شرع القصاص في القتل العمد لردع من تسول له نفسه إزهاق نفس بغير حق لقوله تعالى // ولكم في القصاص حياة يأولي الألباب لعلكم تتقون // ولقد ندب الشارع إلى حث الأولياء على الصلح والتنازل لوجه الله أو أخذ دية القتل العمد ودية القتل العمد كما هو مقرر هي الدية المغلظة لكنها لا تزيد كثيرا عن دية قتل الخطأ.وأكد أن ظاهرة طلب الديات الكبيرة أصبحت....
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
437392النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
16741الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسالم بن سعيد ال عائض
محمد بن حميد
مزهر بن محمد القرني
ناصر بن مسفر
تاريخ النشر
20090222الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية