العلاقات السعودية السورية خطوة للأمام
التاريخ
2009-10-17التاريخ الهجرى
14301028المؤلف
الخلاصة
العلاقات السعودية السورية خطوة للأمام مازن عبد الرزاق بليله التقارب السعودي السوري، وما نتج عنه من اتفاقيات ثنائية اقتصادية وتبادل للمعرفة، عنصر مؤثر وفاعل في عودة العلاقات الطبيعية والأخوية القوية بين الدولتين، وردم فجوة من الفتور، جاءت بعد اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وهو توجه إيجابي للحكومة السعودية، يجب أن تُشكر عليه، لأنه ليس من مصلحة أي طرف عربي، أن تسوء العلاقات، بين الإخوة العرب، لأن الفتور هو المدخل الأول لمن يريد أن يتوسع في مصالحه الدافئة على حساب تباعد العلاقات العربية، وهو توجه محمود لكل مواطن عربي، يرى مصالحه المشتركة مع الأخوة العرب، أكثر من غيرهم، وأمامنا عدو مشترك إقليمي، معروف، وهو إسرائيل التي تحاول تضعيف الوحدة العربية لتستأثر بالبقاء لفترة طويلة، وضعف العرب، تقوية للصف اليهودي في المنطقة.الخطوة السعودية المشكورة، بدأها خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت، مطلع هذا العام، ولكنها كانت هناك رمزية، ومحدودة، ولكنها مهمة، وجاءت القمة الثنائية الأخيرة، لتتوج هذه الخطوة، وتربط القول بالفعل، في وقت تشهد فيه المنطقة تدهورا، وانحدارا قياسيا في الاستقرار، مع زيادة حدة التهديدات الإسرائيلية بضرب المفاعلات الإيرانية النووية، بمساعدة التقنية الأمريكية، وتحت غطاء دولي، وتشهد الساحة العالمية اليوم تحركات مريبة، بين قادة الجيش لهذه الدول الذين التقوا أكثر من مرة في باريس، وكأنهم يبيتون لأمر أصبح حقيقة، وهي أن القوة المتنامية لإيران، لا يمكن التصدي لها وكبح جماحها إلا بضربة عسكرية مفاجئة ومفجعة وسريعة، والإكثار من هذه اللقاءات، وكثرة التصريحات، وترديد الصحف الخطط العسكرية المقترحة، يدل على أن الكلام سوف يجر للفعل، وأن الحرب أولها الكلام، كما تقول العرب، ويضاف لها اليوم، مع الكلام، الفعل المريب بين قادة الجيش الصهيوني، لأخذ خيار الضربة العسكرية محمل الجد والتنفيذ الفوري.قديما، في تاريخ بغداد، قرأنا، أن الغازي المغولي جنكيز خان عاث بالأرض فسادا، وقد أجمل المؤرخ ابن طباطبا ما نزل بأهل بغداد في قوله: فجرى من القتل الذريع والنهب العظيم والتمثيل البليغ ما يعظم سماعه جملة فما الظن بتفصيله، وذلك يعني أن سكوتنا عما يجرى حولنا لا يعني أننا سننجو منه، ما لم نبادر لأخذ الحيطة والحذر مبكرا، ومن هذه الحيطة، بدون شك، تحسين العلاقات مع الجوار، مثل سوريا واليمن ولبنان، إذ لا يمكن أن يستمر الوضع الداخلي في اليمن في حرب داخلية طويلة بدون أن يؤثر علينا، وقد رأينا كيف يستقطب أعداء الإنسانية في اليمن أبناؤنا الهاربين من هنا، ليحرضوهم علينا، ويشعلوا نار الحقد في قلوبهم ضد أهليهم ووطنهم، لذلك من الحكمة أن تتحرك السياسة السعودية لرأب الصدع اليمني، والتوسط لعلاج الحرب، بالتفاهم المقنع، على طاولة المفاوضات، لأن السلام في صالح المنطقة، وفي صالح كل المواطنين، وعلى السياسة السعودية كذلك السعي لجمع الأطراف اللبنانية قبول حكومة موحدة متفق عليها، قبل أن تشتعل المنطقة بحرب لا سابق لها وهم منشقون على أنفسهم.الأمر الأخير يجب أن يتعلق بإيران نفسها، فالتفاهم معها ليس مستحيلا، ولكنه يحمل الكثير من التحدي، فإيران ليست لها أطماع جغرافية حقيقة في المنطقة، سوى جزر الإمارات الثلاث، وما صدر من مجلس التعاون يكفي في هذا المجال، لكن الأطماع الإيرانية اقترنت الفترة الأخيرة، بما يثار من خلاف بين الشيعة والسنة، وهو أمر فكري، ونسبي، فالتاريخ يشهد، أن السنة استطاعوا أن يعيشوا بسلام مع الشيعة، فالطوائف المتشددة من الطرفين، يجب ألا يتخذ تطرفها أساسا لقياس العلاقة بين الشيعة والسنة، فالشيعة مذهب فقهي، لا يخلو من المتطرفين، والسنة مذهب فقهي لا يخلو من المتطرفين، لذلك فالتطرف ليس هو الأصل، ويجب إعادة كل علاقة إلى أصولها، والعيش مع الشيعة الوسط ليس مستحيلا، وقد تكلم في ذلك العديد من الفقهاء، المنصفين وغير المغالين، من الطرفين، ونحن اليوم أحوج ما نكون لسماع رأي الحكمة والعقل في التقريب بين وجهات النظر بين المذاهب، لنعيش بسلام، قبل أن يستغل هذا التطرف، لا سمح الله، لضرب المفاعلات الإيرانية على حساب أمن واستقرار المنطقة.تحية للسياسة السعودية الحكيمة والإيجابية في سوريا، ومرحبا بعودة العلاقات الطبيعية، وشكرا لكل من ساهم في الخطوة الاستراتيجية للتقارب العربي والإسلامي، وعلى رأسهم، بالطبع خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، ونأمل أن نرى المزيد من الخطوات الإيجابية المباركة لجمع الشمل بين الأشقاء العرب. 0 : عدد التعليقات
المصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
441179النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
3305المؤلف
مازن بن عبدالرازق بليلةتاريخ النشر
20091017الدول - الاماكن
اسرائيلالامارات
السعودية
الكويت
اليمن
ايران
دار العلوم
سوريا
فرنسا
لبنان
أبو ظبي - الامارات
أبوظبي - الامارات
الرياض - السعودية
القيروان - الكويت
باريس - فرنسا
بيروت - لبنان
دمشق - سوريا
صنعاء - اليمن
طهران - ايران