ثلاثية المستحيل الممكن
التاريخ
2008-03-10التاريخ الهجرى
14290302المؤلف
الخلاصة
هل هناك مستحيل وممكن في نفس الوقت . في السياسة كل شيء ممكن . الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديجول قال أثناء احتلال بلاده من النازيين : مستحيل ليست كلمة فرنسية . خسرت فرنسا معركة ولم تخسر الحرب . وفي كل اللغات هناك قول مشترك معناه « ما فيه شيء مستحيل « ثم أن لغتنا العربية من الغنى بحيث يمكن القول بشيء ثم القول بعكسه كما يظهر ذلك في كل ميادين التراث . من القضايا الحية في بلادنا والبلدان المجاورة والتي يمكن أن يندرج الخروج من انسداداتها ضمن مفهوم المستحيل الممكن ، هناك ثلاث قضايا : - (1) استعادة وحدة الفلسطينيين . (2) استعادة أو البحث عن موقف عربي موحد يضمن انعقاد القمة القادمة . (3) تخفيض الأسعار في السعودية . ما دخل غلاء الأسعار في السعودية بالموقف العربي واستعادة الوحدة الفلسطينية؟ ذلك لان غلاء الأسعار في السعودية توفر مثالاً ملموساً للعثور على الممكن في المستحيل . القضية الفلسطينية لم تشهد في التاريخ انشقاقاً جغرافياً وسياسياً وشعبياً شبيهاً بما يحدث الآن . ولو استعرضنا مواقف الأطراف الملتزمة والصديقة والمحايدة وحتى المتآمرة فلن نجد غير التشاؤم المعزز بالوقائع والوثائق والأفعال التي تؤكد أن لا أمل في مخرج قريب . حماس قامت بانقلاب في غزة يجب العودة عنه في نظر السلطة الفلسطينية في رام الله ، وفتح قامت بانقلاب في غزة أولاً ثم في رام الله ثانياً انتقاماً من نجاح حماس في الانتخابات . كل من يعارض ما قامت به حماس ( من الفصائل الفلسطينية ) يعارض في نفس الوقت سياسة فتح والسلطة الفلسطينية واصماً حماس بالولاء للمشروع الإقليمي الإيراني والسلطة الوطنية بالولاء للأجندة الأمريكية الداعمة لمشروع الاحتلال الإسرائيلي . لقد وصلت الأمور إلى القول على لسان أحد الصحفيين الفلسطينيين في حوار مع قناة فرنسا 24 بأن الحل يكمن في حل السلطة وحماس وفتح لجر إسرائيل لإعادة احتلال الضفة والقطاع والشعب نفسه سيقول كلمته . ولحسن حظ فلسطين والقضية أن أحد العقلاء المشاركين في الحوار رفض منطق « التجديد « العبثي وأمام الاعتبار لضرورة اقتران الجانب السياسي بالنضال اليومي للفلسطينيين . هذا الجانب السياسي هو ما يوفر إمكانية الممكن في المستحيل الذي توفره حالة الانشقاق الكبير بين القوى الحية في النضال ضد المحتل الإسرائيلي والرأي الدولي الميال للتغابى وتصديق مزاعم إسرائيل في حقها في الحياة والدفاع عن مواطنيها . وفي الموقف العربي الذي يشهد هو الآخر واقعاً لا يخرج عن توصيف المستحيل الممكن لاستعادة وحدته وإنجاز قمته ، تبدو الأمور أقل حدة وأكثر تعقيدا . نفس الانقسام الكبير وإن بعناوين مختلفة . لقد انتفت – ولأسباب تاريخية – تصنيفات الأنظمة العربية إلى أنظمة متصارعة أيديولوجياً وحلت بدلاً منها مرحلة صراعات المصالح الذاتية لكل بلد وعلاقة هذه المصالح بقوى اقليمية وأجنبية . الإيرانيون يتحاورون مع الأمريكان والسعوديون يتحاورون مع الإيرانيين والدول المارقة بالأمس « تتعاون « مع أعوانها الكبار . تعدد الرؤى وثقل أطراف الصراع على المستوى الاقتصادي يوفر مداخل صغيرة للممكن في جدار المستحيل . وفي غلاء الأسعار في السعودية لا بد أن يكون العديد من الناس قد تابعوا برنامج قناة الإخبارية الذي طرح أراء ومطالب الناس من الوزير الجديد لوزارة التجارة . لم يعرض البرنامج شيئاً آخر غير طلب واضح وصريح من قبل كل الناس بأن يقوم الوزير بتخفيض الأسعار وبخاصة أسعار المواد الغذائية والضرورية . الشيء الذي جرى الاجماع عليه هو أن المتضرر الأول هم الأكثرية من ذوي الدخول المتدنية والفقراء والمعدمون . سيجد خبراء السوق كل المبررات للاستخفاف بآراء الناس العاديين والقول بأن بلادنا تأخذ بنظام الاقتصاد الحر وأن لا دخل لتجارنا بالموضوع لأن الارتفاع جاء من بلدان المصدر . رأي كهذا يملك ¾ الحقيقة لكنه يخفي استخفافاً بالناس في مجال إمكانية تدخل الدولة في إطار المستحيل الممكن . الملك يأمر بالتدخل ويستبدل وزيرا بآخر . والملك لا يصدر أمره بناءً على نواياه الخيرة فقط المعترف بها من الجميع وإنما يصدر عن معرفة بأن الدولة الفرنسية والبريطانية والألمانية وكل معاقل الرأسمالية تتدخل وتضع ضوابط قد لا تخل بمبادئ حرية السوق لكنها تأخذ بمعايير العقد الاجتماعي الذي ينص على التوازن بين مصلحة التجار والدولة والمواطنين . بلادنا غنية جداً وملكنا إنساني وفرص الممكن في المستحيل ممكنة وليس ذلك تلاعباً في الكلمات لأن عدد المعذبين يزداد وليس هذا في مصلحة أحد. Albahli6@hotmail.com
الرابط
ثلاثية المستحيل الممكنالمصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
441506النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12687الهيئات
حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية - حماس - فلسطينحركة فتح - فلسطين
وزارة التجارة والصناعة - السعودية
المؤلف
حمد الباهليتاريخ النشر
20080310الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
الولايات المتحدة
ايران
فلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
طهران - ايران
واشنطن - الولايات المتحدة