زيارة خادم الحرمين لسورية تفوق أبعاد الحدث

Abstract

زيارة خادم الحرمين لسورية تفوق أبعاد الحدث رياض سهيل ـ دمشق تكتسب زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى سورية أهمية وأبعادا تفوق جغرافية الحدث، لتنعكس على أغلب الدول العربية كما على المنطقة بأسرها. وليست سورية وشعبها فقط من يتلهف لتلك الزيارة، بل كثيرة تلك الدول التي تشعر بنفسها معنية بالتداعيات، مشمولة بالحوارات، محورا لبنود النقاش، حتى تكاد ترى في تلك الزيارة مخرجا لها من أزماتها وتخبطاتها كلبنان مثلا، أو ترى مدخلا لحل خلافاتها كفلسطين، أو رسما لمستقبل جديد كالعراق، أو اقتراحات حلول لأوضاع صعبة كاليمن والسودان، أو مستقبل علاقات ثنائية وثلاثية ورباعية كإيران وتركيا. ولا نبالغ أبدا إذا ما حملنا تلك الزيارة كل هذه الأوزار، وهي التي تأتي في توقيت ملحوظ تشعر فيه دول المنطقة أنها على صفيح ساخن، وأن الانفجار أو الانفراج يفصل بينهما موقف أو حتى تصريح. كذلك لا نبالغ في الوصف إذا ما انطلقنا من الدور المركزي الذي تلعبه المملكة وعلى رأسها الملك عبد الله في المنطقة والمحيط، إضافة إلى الموقع السوري في المعادلة، وما قد ينتج عن حوار هذين البلدين من تأثيرات على من حولهما أو إلى جوارهما. خاصة أن المحاولات الإسرائيلية بتفتيت المنطقة وتشتيت شعوبها ما انفكت تتواصل. وتعنت إسرائيل تجاه القضية الفلسطينية ورفضها لكافة أشكال الحلول، بالرغم من تغير في السياسة الأمريكية، ما زال يرخي بظلاله على مستقبل الأمة العربية. إضافة إلى الفرصة التي يشعر بها العرب بأنها يجب أن تستغل قبل فوات الأوان، من ناحية الموقف الأمريكي المتمثل بإدارته الجديدة، كل هذه الملفات والوقائع تكسب زيارة العاهل السعودي إلى سورية أهمية قصوى، وتعطيها معاني كثيرة، وتفتح أمامها الآفاق الواسعة. وليس المطلوب في النهاية سوى المزيد من التضامن العربي في وجه التحديات المقبلة، شريطة أن يدرك العرب ــ كل العرب ــ أن أعداءهم متيقظون دائما، لا يغفلون أبدا التخطيط لتدميرهم وتفتيتهم، وما أسهل وأكثر الأبواب التي يمكنهم أن يعبروا إلينا من خلالها، إذا ما غفونا لحظة عن حماية أوطاننا.