الملك عبدالله في قلب الشعب الصيني
التاريخ
11-2-2009التاريخ الهجرى
14300216المؤلف
الخلاصة
الملك عبد الله في قلب الشعب الصيني د. صالح بن حمد الصقري لا أعتقد أن أحداً استطاع تجاوز (سور الصين العظيم) الذي بني من آلاف السنين لصد كل من أراد الدخول إلى هذا البلد والوصول إلى أهلها مثلما استطاع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله تحقيق ذلك، وبأسرع وقت، ولم يصل إلى فئة معينة أو مكان محدود، بل شمل ذلك كلا من المواطن الصيني الأول المسؤول إلى المواطن العادي وهذه الحقيقة لم تأت من عندي، وإن كنت مؤمنا بها وأعرفها جيداً ويعرفها غيري من أبناء وطني، ولكن هذه الكلمات جاءت على لسان امرأة صينية مكافحة تعمل نائبة مدير لاحدى الجامعات الصينية الكبرى في بكين في اجتماع علمي مع وفد جامعتنا في المملكة الذي جاء لتوقيع اتفاقيات علمية للتبادل الثقافي والحضاري بين الجامعات الصينية وجامعات المملكة التي تشهد أزهى عصورها التاريخية. لقد كانت زيارة خادم الحرمين الشريفين للصين وما حملته من خير للبلدين والمساعدات السريعة التي أعلنتها المملكة في اليوم الثاني لوقوع الزلزال في الصين العام الماضي اثر كبير على انفتاح الشعب الصيني على المملكة.. والآن تأتي زيارة رئيس الوزراء الصيني إلى المملكة لتعبر عن هذا البعد الحضاري والسياسي والاقتصادي للعلاقات بين البلدين الصديقين. انني وبحسب موقعي الآن في الصين اكتشفت الشيء الكثير عن طبيعة المجتمع الصيني ولكن - لا شك - غابت عني اشياء وهذا أمر طبيعي؛ فبلاد يزيد عددها السكاني عن مليار نسمة مكون من عرقيات مختلفة ومذاهب وأديان وحضارة تمتد أكثر من 5000 سنة سيجعل من الصعوبة الوصول إلى أعماق هؤلاء وحياتهم الاجتماعية وثقافاتهم، ولكن يمكن القول من النظرة الأولى وهي مهمة جداً أن هذه المكونات المختلفة جعلت منهم شعباً يغلب عليه التسامح والطيبة المتناهية وحب العمل، والغريب أنهم لا يعرفون كثيراً عن العالم من حولهم، كما أنه ليس لديهم خلفيات تاريخية ودينية وعنصرية تجاه الشعوب الأخرى وخاصة العالم العربي وهذا مما يسهل التعامل معهم ويجب أن يكون بسرعة لملء الفراغ قبل أن يملأه الآخرون بما يريدون وكون الشعب الصيني ينتمي إلى (الشرق) فهو ليس بعيدا عنا في عاداته وأعرافه ولا زال المجتمع العائلي رغم صغر حجمه موجوداً ومقدساً لديهم وهو مجتمع في دائرة التكوين خليط بين المجتمع الزراعي والصناعي بين الرأسمالية والاشتراكية بين قوة الدولة والحرية الفردية ورغم هذا كله فترى التقدم العلمي ضارباً بأطنابه في الصين مع وجود الأمن والأمان بشكل لا مثيل له في الدول الصناعية المتقدمة. أرجو ألا أكون قد أطلت فهذا ليس موضوعه الآن، وسيكون هناك حديث عنه مستقبلاً لكن كل ما أريد أن أقوله هنا إن دراستي للصين والشرق الأقصى في مرحلة الدكتوراة في فترة الثمانينيات الميلادية لم تضع سدى على الرغم أني كنت الوحيد من المملكة آنذاك الذي غامر في دراسة المجهول، وهكذا تتحقق مقولة (أطلبوا العلم ولو في الصين) بعد 14 قرناً من الزمان وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وولي عهده الأمين -حفظهما الله- وبلادنا وأمتنا من كل شر ومكروه. الملحق الثقافي السعودي بالصين
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
444505النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13285المؤلف
صالح بن حمد الصقريتاريخ النشر
20090211الدول - الاماكن
السعوديةالصين
الرياض - السعودية
بكين - الصين