مراكز لدراسة المجتمع الغربي ( 1 - 2 )
التاريخ
2005-10-29التاريخ الهجرى
14260926المؤلف
الخلاصة
سيسجل التاريخ مجدداً، كيف أن الكثير من «الوجهاء» العرب في عصور الهشاشة، وبالأخص العصر الذي نعيش فيه، يخفضون رؤوسهم أمام «أصحاب العيون الزرق والشعر الأشقر» على جميع المستويات الاجتماعية. ويعيدون ذلك إلى «أخلاقياتنا» و«عاداتنا» و«كرمنا الطائي». ولكن التعامل بهذا الشكل مع مجريات الأمور، خصوصاً في القرن الماضي والحاضر، ونحن نعاني من لذعات هذه العيون الزرقاء، ونغفر لها أو نتجاهلها، مبررين ذلك بسبب حضارتنا، فاتحين المجال أمام، نفس هذه العيون كي تتحول إلى سلاح ضدنا، فإن مثل هذا التعامل يصبح داء يجب التخلص منه، كي نستطيع أن نحافظ على ما تبقى لنا من كرامة. أقول هذا الكلام، بعد أن عشت أكثر من ربع قرن في الغرب، جلها في الولايات المتحدة، راقبت خلالها هذه الظاهرة بكل حواسي، وبذهنية واعية. ولقد سمعت في أكثر من مناسبة، من بعض العرب الذين لا يرون في مثل هذه الظاهرة أي شيء سيىء، أن صلاح الدين الأيوبي، عامل رتشارد قلب الأسد البريطاني، بما ينطبق مع حضارتنا وثقافتنا، ناسين أو متغافلين أن صلاح الدين، تعامل معه من منطلق قوة، دون أن يسمح باستغلال الكرم والثقافة والحضارة العربية ضده. ونحن نتعامل اليوم مع الغرب، من منطلق الضعف، وبالتالي يستغل الغرب هذا الضعف، ويرشقنا بكل ما تصل يده إليه، دون احترام للكرم والأخلاقيات العربية. ولدينا الكثير من الأمثلة، وعلى جميع المستويات. ولنبدأ بالمستوى الإعلامي، حيث يحظى الكثير من الصحفيين الغربيين بالاهتمام عندما يقومون بزيارة لبعض الدول العربية. ويحضرون لهم المقابلات الإعلامية ويستضيفونهم في أرقى الفنادق، ويقدمون لهم كل أسباب الراحة، من «ليموزينات» وهواتف مجانية ويأخذونهم إلى أفضل المطاعم، ويقيمون لبعضهم الحفلات الخاصة. وعندما يعود هؤلاء الأجانب إلى بلادهم، ويكتبون عن رحلاتهم، ينهمر، من معظمهم، الحبر الأسود من أقلاهم، ويتبين أنهم كانوا يفتشون عندنا عن السلبيات في المجتمع العربي، والسياسة العربية، كي يقدموها لقرائهم. إنني لا أدعي أنه لا يوجد سلبيات عندنا، وهي كثيرة والحمد لله. ولكن هناك إيجابيات أيضاً. فمن منا لم يلاحظ ذلك في كتابات توم فريدمان في صحيفة «نيويورك تايمز» وجيم هوغلين في صحيفة «واشنطن بوست» الذي بدأ حياته على أيدي الصحافة العربية (باللغة الإنجليزية) في بيروت؟ وغيرهم من الصحافيين المعروفين. وحتى في المقابلة الأخيرة التي أجرتها الصحفية الأمريكية باربرا والترز، مع خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله، عاهل المملكة العربية السعودية، وبُثت على شبكة التلفزيون الأمريكية «ايه. بي. سي» يوم 14/10/2005، تعمدت والترز أن تقول لمشاهديها، انه لا يسمح للنساء السعوديات دخول الجامعات، على الرغم من أن هناك آلاف النساء السعوديات تخرجن من الجامعات الأمريكية بالذات ومن الجامعات المحلية وهي تعلم أن ما قالته عار عن الصحة. ولا يمكن القول أن ولترز لم تقم بالتحضير لهذه المقابلة الخاصة، والتي شاهدها الملايين من الأمريكيين. وحتى لو لم تقم والترز بالاستعداد الكافي لهذه المقابلة، فكيف يمكن لها أن تقول مثل هذا الكلام، وتتجاهل الأخبار وقد حملت قبل أسبوع واحد فقط من هذه المقابلة، الحوار الذي دار بين مبعوثة الرئيس الأمريكي إلى منطقة الشرق، كيرن هيوز، وبين طالبات الجامعة النسائية في جدة؟ لقد كانت المقابلة مع الملك السعودي راقية، وأجوبة الملك عبدالله واضحة وصريحة، مشيراً إلى أن المملكة ستقوم مع مرور الوقت بإدخال تعديلات على أمور كثيرة، بما في ذلك وضع المرأة السعودية، التي حاولت والترز التركيز عليه.
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
449047النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13641الموضوعات
السعودية - الاحوال السياسيةالسعودية - العلاقات الخارجية
المرأة في السياسة
منطقة مكة المكرمة - الادارة العامة
المؤلف
فوزي الاسمرتاريخ النشر
20051029الدول - الاماكن
السعوديةالشرق الاوسط
العالم العربي
الغرب
الولايات المتحدة
الرياض - السعودية
واشنطن - الولايات المتحدة