الملك وأبناؤه

Abstract

الملك وأبناؤه د. سعود بن صالح المصيبيح لقد أصبحت قضية المواطن السعودي حميدان التركي المسجون في ولاية كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية، لا يخص الاهتمام بها فقط أسرة وأقارب وذوي ذلك المواطن الذي وقع عليه من الظلم ما وقع، بل إن الاهتمام بتلك القضية أصبح هما وشغلا لأمل هذه الأمة وقائد نهضتها وباني مجدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ففي استقباله حفظه الله ورعاه للنائب العام لولاية كولورادو الأمريكية جوون ساثرز والوفد المرافق له، مساء الثلاثاء الماضي، كانت قضية المواطن السعودي حميدان التركي، هي مدار البحث والنقاش، حيث أكد المليك المفدى للنائب العام الأمريكي والوفد المرافق له عن مدى اهتمامه وحرصه على إظهار الحق، وتحقيق العدالة في هذه القضية، وإن ذلك الاهتمام لا نستكثر مثله من أب تجاه أبنائه ولئن كنا لا نستغرب مثل ذلك الاهتمام من رأس هرم الدولة في بلادنا، فإن لنا من الحق ما يجعلنا نعجب بل نجل مثل هذه الجزئية من الاهتمام الشخصي بقضية مواطن، فلا يوكل أمر النظر والتباحث بشأنها بسفير أو مبعوث خاص أو وزير، أو أي مسؤول آخر في السلطة، بل إن المسؤول الأول في الدولة هو من يتولى التباحث في تلك القضية مع الأطراف المعنية. ولئن كانت أسرة المواطن السعودي حميدان التركي قد وجدت في ذلك التصرف الملكي الكريم – الذي هو أفصح وأبلغ من كل عبارات الدعم والمواساة والمساندة – سلوتها، فإن مواطني المملكة العربية السعودية بأسرهم، قد وجدوا الأبوة الحقيقية من أب، إن كان ملكاً، فهو الملك الذي ملك قلوبهم، فاللهم بارك لنا في مليكنا المفدى عبدالله بن عبدالعزيز، الذي جعلته للكبير ابناً، وللصغير أباً، وللنظير أخاً، وجبرت به الكسر، ورتقت به الفتق، فاحفظه اللهم لشعبه وأبناء وطنه البررة، الذين ينتظرون منه على الدوام، ما ينتظرونه من الغيث، الذي إذا أقبل عليهم استبشروا به، وإذا حط نفعهم، وإذا رحل ترك أثره الحسن فيهم، فذلك الأثر الطيب للغيث، هو نفسه الأثر الذي يتركه مليكنا المفدى حيث حل وكان من آخر ذلك أثر جولته الأخيرة في المنطقة الجنوبية، أخيراً أنعم به من ملك وشعب يبادله الحب والوفاء.