زيارة خادم الحرمين الشريفين من منطلق استراتيجي ــ اقتصادي ــ سياسي

Abstract

بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أول زيارة دبلوماسية إلى آسيا (الصين - الهند - باكستان - ماليزيا) منذ توليه مقاليد الحكم. وشخصية عربية عالمية كشخصية الملك عبد الله قد اتضحت وبانت معالمها منذ أن كان ولياً للعهد، وتحديداً حينما كان نائباً لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، حيث بادر الملك عبد الله - حفظه الله - مبادرته الشهيرة في لبنان مارس 2002م. ليس هذا فحسب، بل في حربه ضد الإرهاب وتبنيه ودعمه الشخصي للمؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عُقد في الرياض.وبعد أن تولَّى مقاليد الحكم عقد في مكة المكرمة مؤتمر القمة الإسلامي في ديسمبر 2005م، وقد نوَّه بشجب الإرهاب، وأيضاً تم الاعتراف بحكومة العراق الجديدة. كذلك الدور الدبلوماسي الذي لعبته المملكة لحل النزاع السوري اللبناني؛ حيث تم إرسال وفد برئاسة الأمير بندر بن سلطان صاحب الخبرة الدبلوماسية. فالجولة الدبلوماسية هي في مؤشراتها مثمرة وإيجابية. وبوصف الملك عبد الله عاهلاً للمملكة العربية السعودية فهو أجدر أن يعطي تلك الجولة الثقل الاستراتيجي بحكم موقع المملكة الجغرافي والاقتصادي؛ حيث هناك دولة تعتبر ثاني أكبر مستهلك للبترول بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وهي الصين التي أدخلت النفط في المواد الخام التصنيعية وليس فقط للاستهلاك والحرق، والهند وهي ثالث مستورد للنفط في العالم بعد الصين وقد أصبحت نموذجاً يُحتذى به في الديمقراطية وتسيدت العالم في صناعة البرمجيات، ولا ننسى السلاح النووي الذي تمتلكه، وجمهورية ماليزيا التي تعتبر أنموذجاً اقتصادياً بعد خروجها من أزمة النمور الآسيوية بنجاح باهر.ووجود الحرمين الشريفين في المملكة قد يلعب دوراً كبيراً أيضاً في تلك الزيارة؛ حيث توجد نسبة كبيرة من المسلمين في باكستان والهند وماليزيا، ليس هذا فحسب فهناك حكومة إسلامية مثل باكستان وماليزيا.كل تلك المحاور أعطت الزيارة هذا الثقل، ولكن نتوقع المزيد مما سيعود على الأمة بالنفع.