المبادرة العربية طوق النجاة

Abstract

المبادرة العربية طوق النجاةرأي المدينةالأربعاء, 24 يونيو 2009رأي المدينةتظل المبادرة العربية للسلام التى اقترحها خادم الحرمين الشريفين وتبنتها الدول العربية كمشروع عربى اوحد مكتمل العناصر لا يقبل التعديل او الحذف او الاضافة تظل طوق النجاة للخروج بسلام عادل وشامل فى المنطقة لمن اراد ذلك والتأكيدات التى تطلقها الجامعة العربية ومؤتمرات وزراء الخارجية تكشف عن مصداقية واستمرارية هذا النهج. ومؤتمر وزراء الخارجية العرب الذى يعقد اليوم يناقش هذا الاستحقاق على ضوء المتغيرات التى جرت فى الفهم الامريكى للقضية ومحاولة الرئيس اوباما التعاطى مع ملف الشرق الاوسط بموضوعية ونزاهة وحيادية وهو ما اتضح عبر خطابه للعالم الاسلامى مؤخرا بالقاهرة.اذن التحول الامريكى يحتاج منا الى رد فعل عربى مبنيّ على خطط واستراتيجيات تقطع الطريق على الاسلوب الاسرائيلى فى الالتفاف على الاشياء ومحاولة فرضه للامر الواقع سواء من جهة تكريس الاستيطان وشطب حق العودة تماما من لائحة المفاوضات والتمترس حول «حق وهمي» بالسيادة على القدس المحتلة وجعلها عاصمة ابدية للكيان العبريكل هذه الاطروحات مرفوضة بحسب القرارات الدولية والحقوق العربية الثابتة ويجب التنبه الى التوجه الصهيونى فى هذا الاتجاه ومحاولة اسرائيل قراءة نصوص السلام مجزأة واخراجها فى احايين كثر من سياقاتها وتحويلها الى صالحها بقلب الاولويات فى المفاوضات بحيث يصبح «الامر الثانوى» هو الاساسى مع اصدار التصريحات الملتبسة والغامضة والمتضاربة حول «السلام فى الشرق الاوسط» .. لقد قال العرب كلمتهم ..«المبادرة هى الحل» ولن تستمر مطروحة الى الابد وأن ثمة خيارات اخرى للعرب واردة اذا لم يتم الحل بالشكل المطلوب.إذن الراعي الامريكى مطالب الآن بالافعال لا الاقوال وهو يرى بشكل جليّ الصلف الاسرائيلي بالاستمرار فى بناء المستوطنات وتخصيص الاموال للتوسع فيها والاستيلاء على مزيد من الاراضي الفلسطينية والهدم والازالة لبيوت المقدسيين كما يرى التوجه الاسرائيلى لتكريس يهودية الدولة بطريقة عنصرية ترفضها واشنطن كما لا تتسق مع اطروحات السلام وتنبئ بنكبة ثانية سيتعرض لها «فلسطينيو 48 داخل الخط الاخضر» اذا سيتم بهذا المنطق ترحيلهم من بيوتهم وأراضيهم لتحقيق ذلك الهدف. وعلى الجميع ادراك ان الوضع المعقد الآن يحتاج الى تمتين الصوت العربى وايجاد الوسائل اللازمة للتعامل مع رؤى اوباما واسنادها لتتحقق على ارض الواقع طالما انها تحفظ حقوقنا كاملة.