العيد والتنمية على موعد في نجران

Abstract

عندما يحط الرحال في نجران على ارتفاع 28 ألف قدم يستقبلك أهل الجنوب من القبائل العشائرية الأصيلة بالجنبيات الفضية في منازل الطين الملونة بعادات وتقاليد وكرم الأجيال القديمة الراسخة. فما بالك عندما يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله أهل نجران ويضيف لبنة جديدة، بل حجر الأساس لتجديد العلاقة الأبوية، إضافة لتدشين عدد من المشاريع التنموية؟ يرجع تاريخ نجران إلى فترات قديمة، إذ توجد بها آثار تعود إلى حقب تبدأ من العصور الحجرية مروراً بعصور الممالك العربية وصولاً إلى العصور الإسلامية. عند الحديث عن نجران لا بد من الوقوف عند المواقع الأثرية بداية من مواقع العصور الحجرية مثل شعيب دحضة، الذي يقع في غرب نجران وعثر فيه على مجموعة من الأدوات الحجرية التي تعود إلى العصر الحجري القديم. البيوت الجنوبية المتناثرة هي شواهد على حضارة المرأة الجنوبية التي تعد فنانة تشكيلية تمارس الرسم الجميل على جدران بيتها وتصهر الاصلال والأدباب بكل رقة وأنوثة وحنان. هناك أيضاً موقعا المنخلي والمندفن في المناطق المجاورة، حيث عثر على بعض القواطع والأدوات ثنائية الوجه ومتعددة السطوح التي ترجع إلى العصر الحجري الحديث. وبين خبايا أشجار الأراك المتناثرة في أحضان نجران ترتفع الصخور القديمة برسومها وأحرفها تحكي قصة الإنسان الجنوبي وأصالة الماضي الراسخة في سهول ووديان المنطقة. مدينة نجران القديمة الأخدود ترجع إلى نحو عام 535 ق.م. ومازالت آثارها قائمة تبهر زوارها من محبي التاريخ والباحثين في طيات الحضارات، خاصة المباني الحجرية، التي تقف شامخة داخل سورها القديمة. خضعت المدينة في لعام 115 قبل الميلاد لدولة معين قبل أن يغزوها الرومان ويدمروها في عام 24 ق.م. أهل نجران على موعد اليوم مع التنمية، حيث يضع الملك عبد الله حجر الأساس لمجمع الكليات الجامعية، بما فيها كلية العلوم وكلية المجتمع وكلية العلوم الطبية التطبيقية وكلية علوم الحاسب الآلي ونظم المعلومات، وكذلك مشاريع التعليم الفني التي تشمل ثلاثة معاهد للتدريب المهني ومعهد عال تقني للبنات. لا بد أن أهالي قبائل يام والأشراف والمكارمة قد انتظروا مناسبة افتتاح مباني الكلية التقنية بفارغ الصبر حيث يستعد أكثر من ثلاثة آلاف متدرب للتخصص في مجالات تقنية الحاسب الآلي والتقنية الكهربائية والتقنية الإدارية في المحاسبة والإدارة....