عجوز فلسطينية : الله يسعدوا الملك عبدالله اللي حقن دماءنا

Abstract

عجوز فلسطينية: الله يسعدوا الملك عبدالله اللى حقن دماءنا غزة - مها أبوعويمر كما لم نره منذ سنوات عديدة بدا الشارع الفلسطيني ولأول مرة في حالة من الفرحة والتلاحم الصادق، فلم يكد المؤتمر الصحافي للاعلان عن توقيع اتفاق الوفاق الوطني بين حركتي حماس وفتح في مكة المكرمة، مساء الخميس الماضي أن ينتهي، حتى سارع الفلسطينيون الى تطبيق هذا الاتفاق في الشارع الغزي. خرجت المسيرات العفوية في كافة مناطق قطاع غزة رفع خلالها المواطنون العلم الفلسطيني ورايات حركتي حماس وفتح مهللين ومكبرين تأييداً للاتفاق. الشوارع اكتظت في المدن والقرى والمخيمات بآلاف المواطنين الذين خرجوا في مسيرات عفوية ابتهاجاً وفرحة بالاتفاق، فيما أطلق المسلحون من حركتي فتح وحماس النار في الهواء ابتهاجا بالاتفاق، كما جاب المئات من عناصر الاجهزة الامنية الشوارع بسياراتهم وهم يطلقون نيران اسلحتهم هذه المرة فرحاً. طلقات وألعاب نارية دوَّت في سماء القطاع من شماله الى جنوبه هذه المرة ليست حرباً بل فرح بوقف الاقتتال، وفي المساجد صدحت مكبرات الصوت بالهتافات والأناشيد المؤيدة للاتفاق. الرياض تجولت في شوارع القطاع والتقت بالمواطنين الذين كانت الفرحة تطل من عيونهم، الطفل جهاد الغمري قال وهو يهتف وحدة وحدة وطنية: اليوم فقط أستطيع أن اذهب الى مدرستي بأمان، بابا وماما كانوا يمنعوني اروح المدرسة خايفين من المسلحين ليطخوني انا واخواني، ما بدنا نقتل بعض، بدنا نقتل اللي بيهدموا في اقصى المسلمين . ومن بعيد شاهدنا عجوز فلسطينية تتوسط حلقة أقامها مجموعة من شباب فتح وحماس للدبكة، كانت السيدة العجوز تحمل العلم الفلسطيني تدبك وتبكي، اقتربنا منها وسألناها يا حجة شو رايك في الاتفاق فاجابت بعفوية والعبرات تسبق عباراتها: الله يسعدوا الملك عبد الله، الله يسعدهم السعوديين اللي حقنوا دماءنا، الله يعلي رايتهم وينصرهم على مين يعاديهم، يا رب ما يفرح فينا يهودي يا رب ما تسيل دماءنا مرة تانية، خلص بيكفي اللي شفناه ، دعوة هذه العجوز لا تختلف عن دعوات النساء الفلسطينيات كافة اللواتي اسعدهن نبأ الاتفاق وحقن الدماء. أيادي تشابكت للهتافات والدبكة في أزقة المخيم وشوارع المدينة على حد سواء دون تفرقة بين فتحاوي أو حمساوي، وبدت الحياة وكأنها دبت في الشارع الفلسطيني مجدداً بعد مشاهد الدمار والقتل التي سادت في الفترة الماضية. أبو كرم مواطن فتحاوي لبس الحطة الفتحاوية ورفع علم حماس بيد وعلم فتح باليد الأخرى تحدث قائلاً: الحمد لله انو صار هالاتفاق لحقن الدم الفلسطيني، هو صحيح جاء متأخراً لكنه جاء ونحن فرحين به، وندعو الله ان يصمد أمام الصعوبات . مجموعة أخرى من الشباب الفلسطينيين تحدثوا الينا: لقد خرجنا بدون هدى الى الشارع، الفرحة قادتنا الى هنا، نود أن يعلم كل العالم بأننا فرحون وأن اي حصار لن يفرقنا، وأن الشعب الفلسطيني هو في نهاية المطاف شعب واحد تجمعه القضية، ولكن ينبغي ان يؤدي هذا الاتفاق الى رفع الحصار المفروض على حكومة حماس منذ تشكيلها في آذار، وأن يضمن تخفيف حدة الحصار الدولي الظالم، لقد صبرنا كثيراً وها نحن اليوم نواجه العالم بحكومة وحدة، نأمل ألا يتم وضع العراقيل في وجهها، وألا يغير أحد الطرفين التزامه بالاتفاق. والتقينا خلال جولتنا أسرة مكونة من أب وأم وثلاثة من الأبناء خرجوا بسيارتهم الى الشارع محتفلين قالوا: احنا مبسوطين كتير كتير، يا رب ما يكتب على حدا الاقتتال الداخلي، بنشكر كل العرب والمصريين وبنشكر الملك عبد الله على وجه الخصوص، هذا الرجل العربي الأصيل واللي لولاه ما كنا الآن بالشوارع فرحانين وبنغني للوحدة، احنا بحاجة لهذه الوحدة، ولدينا ما يشغل بالنا أكثر من الاقتتال الدامي، هناك الأقصى وفلسطين، وبدنا نكيد العدا مثل ما حكى الملك عبد الله . ويرى الفلسطينيون أن ما تبقى هو أن يغير المجتمع الدولي واسرائيل مواقفهم ازاء حماس بعد ان اثبتت هذه الحركة، بتوقيعها اتفاق مكة انها تتمتع بالمرونة الكافية لتحمل اعباء المشاركة في حكومة تحترم كل المواثيق والمبادرات العربية والدولية وكل الاتفاقات التي ابرمتها منظمة التحرير الفلسطينية. إن خروج الفلسطينيين فور انتهاء توقيع الاتفاق الى الشارع الفلسطيني بشكل عفوي غير منظم للتعبير عن فرحتهم، جاء ليؤكد إلى أي مدى يتوق الفلسطينييون الى هدوء وحياة آمنة، وليعلن للقادة الفلسطينيين المتفقين في مكة، لقد اتفقتم ونحن ثبتنا الاتفاق على أرض الواقع، ولا مجال للتراجع لدينا .