القرآن الكريم .. تقويم للمسلك وتنظيم للحياة
الخلاصة
إن القرآن الكريم هو كتاب الله ـ تعالى ـ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، المحفوظ بحفظ الله ـ تعالى ـ من أي تبديل أو تحريف، أو زيادة أو نقصان، كما قال ـ تعالى ـ: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، وهو خاتم الكتب المنزلة، وأفضلها، والمهيمن عليها، كما قال تعالى: (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه)، وهو المعجزة الكبرى، والهداية العظمى للناس أجمعين، قال تعالى: (كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور)، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم، فيه تقويم للسلك وتنظيم للحياة، من استمسك به فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها. فلا عجب أن تكون تلاوته من أفضل الأعمال وقراءته وتدبره من أجل القربات، لأن ذلك إنما يفعله من يتاجر مع الله ـ عز وجل ـ تجارة لا تخسر ولا تبور قال تعالى: (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور)، وبتلاوة كتاب الله، تعالى وقراءته وتدبر معانيه تنزل السكينة، وتعم الرحمة، وتحضر الملائكة، ويذكر الله عباده الصالحين. يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده) رواه مسلم. ولا يوجد ذكر فيه من الأجر والثواب مثلما في القرآن الكريم، فإن لقارئ القرآن الكريم بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، يقول المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (ألم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف). والقارئ المتقن للقرآن له منزلة عظيمة عند الله، فهو في منزلة الملائكة المقربين، والذي يجد صعوبة ومشقة في تلاوته له أجران، وهذا فضل عظيم وثواب جزيل، يقول نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) متفق عليه. وكلما كان المسلم أكثر قراءة للقرآن، وأكثر حفظا لآياته كانت منزلته أرفع، ومكانته أعلى يوم القيامة، يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم: (يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارق، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها) رواه أبو داود والترمذي. ولذلك ينبغي للمسلم أن يكثر من قراءة القرآن الكريم، ويجعل لنفسه وردا يوما من الذكر الحكيم، حتى ينال هذا الأجر العظيم. وجزى الله حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين على عنايتها بكتاب الله تعالى وخدمته ونشره بين العالمين حتى ينالوا ما في تلاوته وقراءته وتدبر معانيه من الأجر الكبير. وجزى الله خير الجزاء الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض على رعايته الكريمة، وعنايته الجليلة بناشئة المسلمين وحرصه على تربيتهم على هدي القرآن الكريم والسنة النبوية، من خلال تخصيص مسابقة جليلة محلية على جائزة سخية كريمة لحفظ القرآن الكريم التي تدخل دورتها الثامنة. نسأل الله أن يعظم له الأجر والمثوبة ويجعل هذه المسابقة في ميزان حسناته، كما نسأله تعالى أن يحفظ لهذه البلاد المباركة أمنها واستقرارها إنه سميع مجيب. سعود بن عبد الله بن طالب وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للشؤون الإدارية والفنية.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
460389النوع
بريدرقم الاصدار - العدد
4590الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسعود بن عبدالله بن طالب
سلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
الثقافة الإسلاميةالقرآن - مسابقات
تاريخ النشر
20060506الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية