أيام فى العاصمة الفرنسية باريس - الساعات التي تسبق زيارة الرئيس شيراك للمملكة

Abstract

لدى الفرنسيين تقليد ترسخ كعرف دبلوماسي وسياسي أصبح نهجاً يدرس في كبريات الجامعات والمعاهد السياسية والدبلوماسية، فالمسالك والإجراءات البروتوكولية والخطوات السياسية وحتى الإيماءات الدبلوماسية كانت ولا تزال في معظمها مناورات فرنسية أخذها عنهم العالم المتقدم والنامي على حد سواء، وفي عالم المعرفة والعلوم الإنسانية يُعطَى الفضل في العصر الحديث للفرنسيين في ابتكار القوانين الحديثة حتى إن دراسة القانون أصبحت مطلباً وهدفاً لكثير من الباحثين الذين يسعون إلى التفوق في هذا المضرب من العلم. وعلم السياسة والعلاقات الدولية، وكذا الفلسفة علمان تتفوق الجامعات والمعاهد الفرنسية في تعليمها، وبما أن هذه العلوم القانونية والعلاقات الدولية والعلوم السياسية والفلسفة تتداخل لتكون في النهاية رجل الدولة المعد إعداداً علمياً ومهنياً للقيام بمهامه سواء في الدوائر السياسية أو الدبلوماسية أو في إدارة مرافق الدولة. هكذا هي فرنسا.. وهي قبل ذلك قبل أن تبدأ مرحلة الجمهورية الخامسة، دولة تُعطي اهتماماً للعلوم الإنسانية القانون والآداب والسياسة والفلسفة لتزويد رجالها القادة الذين يمهدون الطريق ويهيئون السبل للعلماء في مجالات الطب والعلوم والهندسة والفيزياء والكيمياء الذين وجدوا أرضاً خصبةً للإبداء ورفد الإنسانية باختراعاتهم وتركوا لرجال السياسة والقانون والفلسفة وضع الأطر الإنسانية من قوانين وإدارة وتسييس الأوضاع لتحقيق أفضل السبل للاستفادة من إنجازات العلماء، وهذا ما يفسر تميز الفرنسيين في مجالات القانون والسياسة والفلسفة إضافة إلى نبوغ العديد من العلماء في الطب والفيزياء والهندسة والكيمياء والفلك. وإذا امتلأت الساحة الدولية بالعديد من العلماء الأفذاذ، إلا أن نسبة العلماء والمفكرين في القانون والعلوم السياسية والفلسفة في العصر الحديث تظل لصالح فرنسا ذات الوجه الحضاري والإنساني، فمنها انطلقت مدونة حقوق الإنسان، ومنها عرف المتعاملون في مجالات السياسة الكثير من المصطلحات الدبلوماسية والسياسية التي لا تزال الأكثر ترجمةً وفهماً وتعاملاً بين الدبولماسيين لإيصال رسائلهم السياسية للآخر. هذه الخصوصية الفرنسية يعرفها كل المهتمين بالشأن السياسي وخاصة في المجالين الدبلوماسي والقانون الدولي، فنظريات الفرنسيين تدرس وبعضها مقرر يفرض على الدارسين في هذين التخصصين، إلا أن هذه الخصوصية قد تغيب على الذي يمر مرور....