الإسلام ليس فاشيا

Abstract

الإسلام ليس فاشياً أثارت كلمة الرئيس الأمريكي جورج بوش بوصفه الإسلام بالفاشية غضب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وتركت نفس الشعور بالضيق الذي ظهر مع محاولة البعض سابقا للربط بين الإسلام والإرهاب. فالإسلام دين سماوي يدعو للرحمة والعدل لا الفاشية والإرهاب ، ولم يعد مقبولا الآن أن يحتج أحد بأنه يصف الإسلام بهذه الأوصاف من منطلق جهل به أو عدم اطلاع فالمسلمون قاموا ومنذ عدة سنوات بحملات على مستوى جميع دول العالم للتعريف بحقيقة الدين الإسلامي. ولقد تجاوز الغضب والرفض لوصف الرئيس الأمريكي الإسلام بالفاشية الحدود الشعبية ليصل إلى المستوى الرسمي الذي أظهر ضيقه بهذه الأوصاف وقد تجلى ذلك بمبادرة مجلس الوزراء السعودي لرفض إطلاق هذا الوصف على الإسلام في موقف يعتبر امتدادا طبيعيا لنهج قيادة المملكة في الدفاع عن الإسلام والمسلمين. الانجرار وراء هذه الأوصاف والتشنيع على الآخرين دون مراعاة لمشاعرهم يغلق باب التفاهم والحوار ويدخلنا في صراع حضارات طالما حذر خادم الحرمين الشريفين منه ومن تداعياته فالمنطقة لم تعد تحتمل الضغط أكثر من هذا مع توتر في العراق وفلسطين وحرب لم ينجل دخانها بعد من لبنان ، والاستمرار بهذا النهج يهدد بشرخ يصعب ترميمه جدا في العلاقات بين الغرب والمسلمين ليس في الشرق الأوسط فقط بل حتى لدى المسلمين الذين يعيشون في أوروبا وأمريكا. ليس الحل لمواجهة محاولات إرهابية مزعومة هو بوصف الإسلام بما هو برئ منه وليس الحل لضمان الأمن هو زيادة العداء بين الشعوب بل الحل الوحيد هو فتح باب الحوار لبناء الثقة والتفاهم ومعرفة أسباب الخلاف والعمل على علاجها ضمن إطار حوار حضارات متفهم ومسؤول وهو ما دعت له المملكة دائما