الوقاية خير من العلاج

Abstract

الوقاية خير من العلاج عبدالله عمر خياط محاربة الفقر بالذي يخفف وطأته، ومحو الأمية من خلال نشر المدارس وافتتاح الجامعات، والتوسع في برنامج البعثات الخارجية، ثم مكافحة المرض بافتتاح المزيد من المستشفيات العامة، والمراكز الصحية وتوفير سبل العلاج بأرقى المعدات.. كل ذلك في مقدمة ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ــ حفظه الله ــ بالغ اهتمامها، غير أنني اليوم سأخصص حديثي عن العلاج والمستشفيات التي ضاقت بكثرة نزلائها من المنومين فيها لفترات طويلة، ثم ما حل بالعالم من وباء تفشى بمسمي (انفلونزا الخنازير) وأصبح من الضروري بمكان تخصيص مستشفيات مستقلة لاستقبال الحالات وعزلها بها ليتم معالجتها فيها بعيدا عن الحالات العامة.إن إقامة مقار مستقلة لاستقبال الحالات المصابة بوباء انفلونزا الخنازير وعزلها بها أصبح من المهم المسارعة في توفيره وخاصة في مكة المكرمة والمدينة المنورة لما هو فيهما من تجمع في هذه الأيام، ولما هو متوقع توفره من أعداد كبيرة من حجاج خلال موسم الحج الذي بات غير بعيد.فوباء انفلونزا الخنازير قد تحول كخطر داهم بكثرة تفشيه وانتشاره خاصة في مناطق التجمعات كالتي تحدث في مكة المكرمة والمدينة المنورة والحرمين والمشاعر المقدسة خاصة.وإذا كان هذا يتعلق بالوباء الطارىء فهناك مشكلة عامة تواجهها المستشفيات بطول فترات بقاء بعض النزلاء من المرضى أصحاب الحالات المستعصية، أو الذين يعانون من متاعب الكبر وكما يقولون: لكل داء دواء يستطب به إلا الكبر الحياض يداويه.ولذلك فإن بقاء هذه الحالات شهورا قد تصل إلى سنة أو أكثر يحول دون استفادة من يحتاج إليها من المرضى ذوي الحالات الطارئة لعلاجهم عليها، ولكنهم مع إشغال أصحاب تلك الحالات للأسرة في العناية المركزة أو الغرف الخاصة والعامة لا يجدون سبيلا للحصول على سرير يتم من عليه علاجهم في المستشفى، الأمر الذي يدعو لإقامة دور لاستقبال الحالات المزمنة والتي هي بحاجة للرعاية أكثر من حاجتها للعناية الطبية والعلاج بأجهزة لا تفيدهم بشيء، وأرى في هذا المجال أن تتعاون وزارة الصحة مع وزارة الشؤون الاجتماعية بدعم وزارة المالية بتوفير الاعتمادات اللازمة لإنشاء مجموعات من دور الرعاية لتأوي أصحاب الحالات المستعصية وكبار السن من المستضعفين.وأعود لوباء انفلونزا الخنازير وأقترح على معالي وزير الصحة أن لا يترك فرصة التجمع الذي يشهده في مكة المكرمة والمسجد الحرام بصورة خاصة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله خلال الأيام والليالي الفضيلة في مكة المكرمة ويتقدم إليه رعاه الله ببرنامج لإنشاء المقار التي يحسن عزل الحالات المصابة بمرض انفلونزا الخنازير فيها، ويطلب منه حفظه الله الموافقة باعتماد المبالغ التي تؤمن توفير هذه المقار في مكة المكرمة والمدينة المنورة وأيضا جدة التي يمر بها الحجاج ويتصاعد فيها عدد الذين يعملون في خدمتهم.أما المدارس وافتتاحها في الموعد المحدد من عدمه، فإن من المهم أن تأخذ وزارة التربية والتعليم بما تقترحه وزارة الصحة من تأخير أو حتى تأجيل الدراسة لبعض حين حتى يبدأ وصول الأمصال الواقية ضد المرض، هذا إذا توفر لدى الدولة المنتجة ما يمكنها أن تصدره لنا إن فاض عن حاجة مواطنيها.. والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.