كيف يمكن للسعوديين مكافأة قائدهم ؟

Abstract

شخصية العام كيف يمكن للسعوديين مكافأة قائدهم؟ عادل بن زيد الطريفي لو قيمنا الجهود الدبلوماسية لإحياء السلام وتحقيق الاستقرار عالمياً لوجدنا أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز يكاد يكون الشخصية الوحيدة التي تمكنت خلال هذا العام من استضافة أربع مفاوضات سلام شملت كلاً من العراق، وفلسطين، والسودان، وتشاد، ولبنان، وإيران. كل هذه المفاوضات التي حظيت باهتمام إقليمي ودولي كبيرين كانت بمبادرة شخصية منه، بل إن أهم مبادرة سلام دولية تم إحياؤها خلال هذا العام كانت المبادرة العربية للسلام ؟ لو كنت أملك رأياً فيما تنشره وسائل الإعلام الدولية حول شخصية العام - كقائمة المائة التي تصدرها التام والنيوزويك الأمريكيتين أو الديرشبيجل الألمانية - لسميت الملك عبدالله بن عبدالعزيز شخصية هذا العام، ولا أقول هذا الكلام من قبيل المدح والثناء - وهما أمران يستحقهما بلا تزيد - ولكن لأنني أعتقد أنه يستحق هذا اللقب بجدارة واستناداً إلى المقاييس الموضوعية والمهنية. البعض يعتبر أن الكتابة عن أي مسؤول - فكيف برأس الدولة - أمر يجب أن يتجنبه المثقف والمحلل كي يحافظ على استقلاليته. بيد أنني أجد ذلك غير صحيح في كل الأحوال، لأننا بذلك نختار أن لا نعلق إلا على سلبيات السياسي ونواقصه، ونتعامى عن مزاياه وانجازاته، بل إنه وفي منطقتنا العربية يصبح الثناء والإشادة بالمواقف الإيجابية للقادة أمراً ضرورياً لأننا بهذه الطريقة نشرع أمام الساسة السبيل الحقيقي لرؤية النماذج الإيجابية. أما لماذا الملك عبدالله؟ .. فلسببين أجدهما غائبين بعض الشيء عن أذهان البعض داخل المملكة وخارجها: - أولاً، أنه في وقت تتعثر فيه المنطقة بالحروب الأهلية، وتتراجع فيه اقتصاديات الدول المجاورة، وتتعالى فيه النعرات القبلية والدينية، استطاع هذا القائد السياسي في أقل من عام واحد أن يدشن مشروعات اقتصادية واجتماعية وتعليمية غير مسبوقة في المنطقة، وأن يجمع وحدة بلده وشعبه حول عهد إصلاح وتحديث بعيداً عن أي انقسامات كانت مناطقية أم طائفية. قد تبدو هذه كشؤون داخلية غير مهمة للعالم الخارجي، ولكن مقارنة بسيطة بين جهود المملكة التنموية وأوضاع دول المنطقة يبدو عبدالله بن عبدالعزيز الأكثر التزاماً بالتغيير والإصلاح في وقت انصرف عنه كثير من القادة بعد أن هدأت شعارات الإصلاح في المنطقة. أي أننا أمام قائد مقتنع بالإصلاح والتغيير ويتقدم إلى الأمام برؤية تحديثية....