في زمن العطاء وعهد الميزانية المباركة الدلم تشهد نمواً في عدد السكان وتطلب المزيد من المشاريع

Abstract

الزائر لمدينة الدلم في محافظة الخرج يلفت نظره ما تشهده من نهضة واسعة، ونمو كبير، وتوسع في الأحياء وتزايد في المشاريع الحكومية والأهلية، حيث أصبحت مدينة جاذبة للسكن والاستثمار نظراً لما تتمتع به من موقع حيوي، وتكامل في الخدمات وهدوء جميل. كما أنها بيئة زراعية خصبة، وتشير الإحصائيات إلى أن عدد سكان مدينة الدلم يتجاوز (60.000) نسمة ويتبع لها عدد كبير من القرى والهجر.. وبالرغم من ذلك يلاحظ أن الخدمات الصحية في هذه المدينة ما زالت دون المستوى.. حيث إن مستشفى الأمير سلمان بن محمد طاقته الاستيعابية محدودة جداً لا تتجاوز (30) سريراً ومعظم الحالات المرضية يتم تحويلها إلى مستشفى الملك خالد بالخرج لعدم توفر بعض التخصصات وكذلك عدم وجود جهاز أشعة مقطعية ويكاد ينشغل بتقديم الخدمات الإسعافية خاصة أن طريق الجنوب العام كثير الحوادث ولا يوجد مستشفى آخر يقدم الخدمات الإسعافية في المنطقة الواقعة بين حوطة بني تميم حتى مدينة الخرج. أما مركز الرعاية الصحية بالصحنة وبالرغم من موقعه الجميل وأرضه الواسعة إلا أنه ذو مبنى مترهل يحتاج إلى الترميم والصيانة وإعادة التأهيل وإماناته الطبية والعلاجية ضعيفة ونظراً لهذا الوضع للخدمات الصحية في الدلم وفي بادرة أهلية تعاونية جميلة رأى عدد من الأهالي والأعيان الحاجة إلى مستشفى مناسب يستوعب النمو الذي تشهده المنطقة ويتواكب مع النهضة الحضارية التي تعيشها المملكة في هذا العهد الزاهر.. وفعلاً - وقبل سنين بدأ الإعداد والتخطيط لإنشاء مستشفى متكامل. وقد تبرع أبناء صاحب السمو الأمير سلمان بن محمد بأرض مناسبة في موقع متميز للبناء عليها.. كما تم التنسيق مع وزارة الصحة لاعتماد المخطط، واستلام المبنى بعد اكماله.. وقد بدأ العمل وقام البناء شامخاً واستوى على أربعة أدوار ولكن ولظروف اقتصادية تتعلق بالمتبرعين توقف البناء وبقي متوقفاً عدة سنوات، ونظراً لأهمية الموضوع قامت الرياض باستطلاع آراء المواطنين حول الموضوع.. حيث تحدث الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالله الدوسري عن أهمية استكمال المبنى الذي بدأه عدد من الأعيان ورجال الأعمال مشكورين واتمامه تقدير لجهودهم وتثمين لمبادرتهم وهو خدمة لهذه المدينة التي تشهد ازدهاراً. كما عبر عن شكره لجريدة الرياض على اهتمامها بطرح القضايا التي تهم المجتمع والإعلان عنها والسعي إلى حلها. وقال الأستاذ حمد بن عبدالله القميزي من تلك المشاريع الحضارية العملاقة التي بدأ العمل فيها ثم توقف ولا يزال الأهالي يطمعون في اكتماله ثم تشغيله ليرى النور ويحقق أدواره الخدمية (مستشفى الصحنة بالدلم) والذي بدأ العمل فيه منذ سنين ثم توقف منذ سنين وبقي كالأطلال التي يمر عليها الناس ويسألون لماذا توقف العمل فيه ولماذا لم يكمل ولماذا تذهب الأموال دون فائدة؟ وناشد الأستاذ القميزي المسؤولين في وزارة الصحة أن تدرج المستشفى ضمن المشاريع التي تعتمدها الوزارة وخاصة أن حكومة خادم الحرمين الشريفين خصصت للوزارة ميزانية كبيرة. وقد تم اعتماد بناء عدد من المستشفيات في عدد من المدن ربما يكون بعض هذه المدن حظي بمستشفيات تقدم خدمات طبية متميزة.. كما نبه إلى أن بقاءه على هذه الحالة ربما ينتج عنه مشكلات أمنية. كما تحدث الأستاذ عبدالرحمن بن سلمان الدهمش عن ازدهار القطاع الصحي الأهلي في الدلم نظراً لضعف الخدمات الصحية الحكومية ويضطر الأهالي لدفع مبالغ طائلة تثقل كواهل كثير منهم مقابل خدمات صحية متواضعة.. وأشار إلى أهمية إبراز هذا الموضوع إعلامياً أمام أهل الخير والوفاء لوطنهم ومجتمعهم الذين لا يألون جهداً في دعم المشاريع الخيرية وتقديم المعونات الاجتماعية داخل المملكة وخارجها. أما الأستاذ ظافر بن محماس بن مسفر فتطرق إلى أهمية موقع المستشفى وأنه يقع على طريق الجنوب العام مما يجعل خدماته الإسعافية وعياداته الخارجية تخدم المسافرين والمقيمين لافتاً إلى أهمية تدخل وزارة الصحة في الدعم المالي لهذا المرفق الصحي الهام. وعبر المواطن عبدالرحمن بن عبدالله الشريف عن استيائه من الحالة التي آل إليها مستشفى الصحنة (تحت الإنشاء) الذي جاءت فكرته من عدد من المواطنين الأوفياء لوطنهم ولمدينتهم على وجه الخصوص وبمباركة من وزارة الصحة إلا أن الأمور والظروف المالية لم تسعف المتبرعين في استكماله بعد أن تبرع له المحسنون بوافر جودهم وعطائهم. وقد كانت آمالنا في هذا المستشفى كبيرة ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ونحن نريد الآن حلاً عاجلاً وتدخلاً سريعاً من وزارة الصحة التي لا أظن أنها تقف عاجزة عن اكماله فتركه بهذه الصورة المزعجة يلقي بظلاله على أبناء المنطقة ويصبح شبحاً مزعجاً لنا ولأبنائنا.