احتفالية الوفاء لأهل الوفاء

Abstract

احتفالية الوفاء لأهل الوفاء الجزيرة- سعود الهذلي الجزيرة- سعود الهذلي حينما تتشابك الأيدي وتتلاحم القلوب خلف القيادة وتطوى المساحات وتتلاشى القيود يبقى الحب سيد الموقف وهنا يعجز اللسان عن وصف الموقف... هذا ما شاهدته بالاحتفال الذي أقامه الأمير نايف بن عبدالعزيز على شرف الأمير سلطان والأمير سلمان بالصالات الرياضية بمجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي بالدرعية.. عجز قلمي عن وصفه رغم أن قناعتي كانت مليئة بمداد الحب أيضاً.. الاحتفال كان يوم الوفاء للوفاء.. وفاء لأهله ووفاء للوفاء شكراً لله على عودة سلطان القلوب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز. في تلك الليلة الخالدة كان قلب خادم الحرمين الشريفين قادرا على أن يسع الوطن بأرضه وفيافيه المترامية وكل مشاعر حب وولاء هذا الشعب.. بينما كان الوفاء يرفل مختالاً في ثوب صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، وكانت الابتسامة العريضة الصادقة لسلطان القلوب قادرة أن تسع كل القلوب وكل الوجوه والأعين.. والحب أيضاً، بينما تلاحمت قلوب الشعب كله مع الأسرة الكريمة ورقصا معاً على أنغام العرضة.. ملحمة أقوى من أن تصفها أقلام محبين.. وأثقل من أن تسعها صفحات وصفحات.. ولكن قلوب الملايين الذين شاهدوا يوم الوفاء وحدها القادرة على أن تسع كل هذه الملحمة... استطاعت العرضة الوطنية أن تجمع كل هذه القلوب المحبة وأن تشبع الظمأ ووله شهور من القطيعة بين القائد ومحبيه, طال فيها الوجد وتطاول الحزن والشوق.. لتمثل العودة الميمونة نقطة فارقة مفرطة فتحتويها العرضة التي ظلت شعاراً ملحمياً على مر السنوات ومنذ عهد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ظل يجمع الشعب ويصطفه خلف القيادة.. دون أن تصدأ ترانيمه وأنغامه ويغيّر إيقاعه.. والوفاء دوحة وارفة لا تعطي ثمارها إلا لأهله ومستحقيه.. ومن هنا كان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز دوحة يستريح في ظلها الجميع ونخلة نجدية شامخة تؤتي أكلها كل حين.. وواحة وفاء غناء ينداح من دواخله الوفاء لأهل الوفاء.. ملك وقيادة وشعب جمعتهم ليلة مباركة بحجم تاريخ الدرعية وقصورها وجهادها التليد.. الدرعية تلد من جديد.. وهي تلد كل مرة.. أرض لا تشيب ولا تعقمها الكبر العتي منذ أن حملت لأول مرة.. وأنجبت رجالات وأبطالا.. فهي لا تزال وفية.. تحيا صبية لتلد من جديد جيلاً يحب مليكه ويصطف خلف قيادته في كل مرة وفي يوم مثل يوم الوفاء لأهله...