رائد الاصلاح والتغيير

Abstract

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين. قال الإمام الحسن عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (إنَّ مِنْ مُوجِبَاتِ المَغْفِرَةِ إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى أخِيكَ المُسْلِمِ) [1] وفي رواية أخرى عنه عليه السلام عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: (إِنَّ مِنْ وَاجِبِ المَغْفِرَةِ: إِدْخَالُكَ السُّرُورَ عَلَى أَخِيكَ المُسْلِمِ) [2] هكذا عمل الإمام الحسن عليه السلام طيلة حياته على إدخال السرور على قلوب المسلمين ولم يَأْلُ جُهداً على ذلك وتحمل ما تحمل من الأذية لأجل صيانة الإسلام عن التحريف والمحافظة على المسلمين. في هذا اليوم تمر علينا ذكرى شهادته المؤلمة وعلينا أن نأخذ الدروس والعبر من سيرته ومواقفه التي غيرت وجه التاريخ، ومع هذا فقد شُوهت سمعته وحاول أعداؤه أن يلصقوا به تهماً عديدة ما أنزل الله بها من سلطان. ولد الإمام الحسن عليه السلام في المدينة المنورة في النصف من شهر رمضان سنة 2 أو 3 من الهجرة النبوية. واستشهد: في المدينة المنورة في 7 من صفر عام 50 أو 49 هـ تسلم منصب الإمامة بعد شهادة أبيه أمير المؤمنين عليه السلام عام 40 ه. الإعلام ودوره في قلب الحقائق عرف عن الإعلام أنه السلطة الرابعة بعد السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية، وقد لعب دوراً كبيراً في قلب الحقائق وجعل الحق باطلاً والباطل حقاً.كما أن الإعلام الشريف الملتزم بالمهنية قد أزال الغبار عن كثير من القضايا المشوهة التي أراد الظالمون إخفاءها، وأصبح من أكبر الداعين للمجاهدين في سبيل الله بل أصبح الإعلاميون مجاهدين بالكلمة والبيان وقد تحمل الكثير منهم من العناء والاضطهاد ما تحمل وقد سقط عدد ليس بالقليل منهم شهيداً. وبالمناسبة علينا أن نشير لبعض ما تحمله الإمام الحسن عليه السلام في سبيل تبليغ الرسالة الإلهية وبالأخص ما أثير حوله من الدعاية والتضليل والأكاذيب. فعن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: (لم نزل أهل البيت نستذل، ونستضام، ونقصى، ونمتهن، ونحرم، ونقتل، ونخاف، ولا نأمن على دمائنا ودماء أوليائنا، ووجد الكاذبون‏ الجاحدون لكذبهم، وجحودهم موضعا يتقربون به إلى أوليائهم، وقضاة السوء، وعمال السوء في كل بلدة فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة، ورووا عنا ما لم نقله، ومالم نفعله ليبغضونا إلى الناس، وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية بعد موت الحسن عليه السلام....