إلى الشيخ عبد المحسن العبيكان: ابدأ بنفسك

Abstract

ساءني كما ساء كثيرا من المواطنين، فضلا عن القضاة، ما تفوه به الشيخ عبد المحسن العبيكان أثناء استضافته في إثنينية عبد المقصود خوجة في جدة ونشرته «عكاظ» في عددها رقم 15768 بتاريخ 9/11/1430هـ من قوله: إن الأحكام التعزيرية يرجع اختلافها حسب تشدد وكرم القضاة. وأضاف في حفل تكريمه: «هذا ليس من العدل، وسبق أن كتبت بحثا ورفعته، أكدت خلاله أنني لم أجد دليلا على هذه الآلاف من الجلدات، وحبذا لو سجن القضاة عشرة أيام ليشعروا بمعنى السجن والجلد». ورأى «أن السجن الطويل لا يعد إصلاحا للفرد، بل نتيجته مآس ... إلخ. وفي الواقع أن الشيخ أن ابتلي بهذا الجواب فقد كان ذلك بسبب تسرعه في الرد، ورغبة منه في تكاثر المريدين له، وإلا كيف يرجع الأحكام التعزيرية إلى تشدد أو كرم القاضي، وهو يعلم أن العقوبات التعزيرية مضبوطة بضوابط شرعية وليست مرتعا لتقليب الأهواء فيها، وكيف يطالب ـــ وهو القاضي السابق ـــ بسجن القضاة عشرة أيام ليعرفوا معنى السجن والجلد! هل يمكن أن يجهل القاضي معنى السجن والجلد؟ وإذا كان يجهل ذلك فكيف يمكن أن يعرف القاضي معنى الجلد إذا سجن؟ ألا يرى فضيلته أيضا أن يطالب بجلد القضاة عشر جلدات أيضا ليشعروا بمعنى الجلد. إن زلات اللسان أعظم وقعا من زلات الأقدام، وقد اعتدى العبيكان هذه المرة على قطاع من أهم قطاعات الدولة، ورجاله يحظون بالاحترام على مستوى قيادة الدولة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي العهد والنائب الثاني، وفيها اعتداء سافر على أعضاء السلك القضائي الذين لهم حصانتهم المكفولة نظاما. ألم يحكم العبيكان عندما كان قاضيا بالسجن و الجلد الكثير؟ ألم يجد في نفسه عند تفوهه بهذا القول أن لهذا القول وقعا خطيرا واعتداء على جهاز من أعظم أجهزة الدولة؟ وأخيرا ألا يرى فضيلته أن يبدأ بنفسه فيتوجه إلى أحد السجون ويمكث فيه أياما ليعلمنا بمعنى السجن (و الجلد). القاضي ــ حمد الرزين