أمريكا والعرب

Abstract

يعترف العرب للرئيس بوش بأنه أول رئيس أمريكي ينادي بقيام الدولة الفلسطينية القابلة للحياة. وهو أول رئيس أمريكي يعطي وعدًا للفلسطينيين بقيام هذه الدولة. وحتى لو أخفق بوش – لسبب نعرفه جميعًا وهو تَعَنُّت إسرائيل وتَنَكُّرها لعملية السلام واستحقاقاتها - فإن التاريخ سيذكر له أنه حاول واجتهد في أن يرى هذا الوعدُ النورَ ويتحقق على يديه حلم الدولة الفلسطينية الذي طالما راود أجفان الفلسطينيين على مدى سنين طوال ، وأن جولته الحالية تعتبر جزءًا من تلك المحاولة التي يتوجَّبُ علينا دعمها حتى يُكتب لها النجاح ، وحيث يعتبر الموقف العربي الموحد وتوحيد الصف العربي أحد أهم عوامل هذا النجاح فيما أن استمرار الخلافات والنزاعات يشكلان عوائق حقيقية أمام جهود التسوية للتوصل إلى اتفاق سلام حقيقي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. أهمية زيارة الرئيس بوش للمملكة أنها تأتي في أعقاب زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لها ولقائه خادم الحرمين الشريفين وإلقائه خطابًا أمام مجلس الشورى ، وبما يؤكد على متانة علاقة الشراكة الاستراتيجية بين المملكة وهاتين الدولتين المحوريتين في العالم الغربي ، وهو ما يشكل ملمحًا بارزًا في السياسة الخارجية السعودية التي تسعى من خلال تلك العلاقات إلى خدمة القضايا العربية وفي مقدمتها قضايا فلسطين ولبنان والعراق التي احتلت حيزًا كبيرًا من المباحثات بين خادم الحرمين الشريفين مع الرئيس ساركوزي من جهة والرئيس بوش من جهة أخرى.?الحفاوة والترحيب اللذان لقيهما الرئيس بوش في دول الخليج العربية - وعلى رأسها المملكة - تعتبر المقياس الحقيقي لمدى صلابة ومتانة تلك العلاقات التي اجتازت مرحلة 11 سبتمبر وتداعياتها ، وحيث استطاع الرئيس بوش أن يرى بأم عينه أن الاستقبال الرسمي والشعبي له في الدول العربية أفضل بكثير من مثيله في إسرائيل . رؤية الرئيس بوش للمنطقة عن كثب ، وملامسته للواقع عن قرب ، تستحق إعادة النظر في المواقف الأمريكية التقليدية إزاء المنطقة ، وخاصة في تلك المواقف التي تتعلق بالانحياز الأمريكي المتواصل وغير المبرر لإسرائيل .