المملكة.. تقتحم سرادق العالم الأول بامتياز

Abstract

المملكة.. تقتحم سرادق العالم الأول بامتياز عبدالرحمن محمد السدحان السؤال البليغ صياغة والمثير معنى الذي طرحه سمو الأديب المبدع خالد الفيصل في مقاله المنشور في هذه الصحيفة بتاريخ 3 شوال 1430 بعنوان (العالم الأول على أرضنا فماذا نحن فاعلون) – هذا السؤال لم يأت عبثاً أو ينشأ صدفة أو ينبت من فراغ، فقد كان سموه (يبشر) ضمناً بقرب دخول هذه البلاد المباركة بلاط (العالم الأول)، مستشهداً في ذلك بميلاد أول وأحدث وأرقى مؤسسة تعليمية وتقنية في هذا القرن على شاطئ قرية الصيد (ثول) الرابضة على ضفاف البحر الأحمر، تلك هي (جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية) التي عانقت حلم الملك الباني عبدالله بن عبدالعزيز، أيده الله، منذ نحو ثلث قرن، حتى أذن الله بإنجازها في زمن قياسي، وبمواصفات عالمية وحضارية مذهلة، ولتعلن المملكة العربية السعودية من خلالها أنها قد قفزت قفزة عملاقة نحو مستقبل علمي طموح يعد بكل خير إن شاء الله.ولقد شاهد الملايين وسمعوا وقائع تدشين هذه المؤسسة العلمية الجبارة مساء يوم الأربعاء الماضي الرابع من شوال 1430 في احتفالية مبهرة حضرتها كوكبة من قادة العالم بأركانه الأربعة.. ليشهدوا بكفاءة هذه البلاد، قيادة وإنساناً، ويباركوا ميلاد مرحلة مهمة في التاريخ التنموي للمملكة، تتمثل في عبور محطات الصعاب بامتياز نحو العالم الأول، ولتتحقق بهذا الإنجاز المهيب نقلة علمية وحضارية مثيرة وغير مسبوقة، والجامعة كما أرادها سيدي خادم الحرمين الشريفين، واحة الموهوبين والمبدعين علمياً حيثما كانوا. من جهة أخرى، كان خادم الحرمين الشريفين أيده الله حكيماً حين قرر أن يقترن ميلاد هذا الصرح العلمي العملاق بالذكرى الخالدة التاسعة والسبعين لليوم الوطني للمملكة، فجمع في موعد واحد بين إطلالتين، إحداهما للماضي المجيد من حيث بدأنا كياناً تشرئب له الأعناق، بقيادة وريادة الفارس الملهم جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، والأخرى إطلالة نحو المستقبل المشحون وعوداً وطموحات وآمالاً، وكأن أبا متعب المفدى أراد أن يقول للعالم أجمع إن هذه البلاد التي ولدت قبل ثمانية عقود تقريباً، وهي مدة قصيرة في عمر الأمم والشعوب، قد بلغت اليوم بحمد الله حداً من النضج العلمي والتنموي يمكنها من صنع معجزة أكاديمية ضخمة على أرضها تتجسد فيها أحلام وطموحات وذكاء إنسان هذا العصر، من خلال استثمار المواهب الشابة والعقول المبدعة، والعزائم المؤهلة لطلب العلا، تم استقطاب أفرادها من كل فجّ كي تصنع لهذا الإنسان ملاحم من الإبداع العلمي عبر جهود البحث والاستكشاف والاختراع بما سيحيل بإذن الله عسر هذا الإنسان يسراً حيثما كان، ولتتحقق بذلك مقولة رددها منظرو التنمية وروادها والحالمون بها من أن الاستثمار في العنصر البشري المبدع كفيل بفتح أبواب مشرعة نحو مستقبل يعمره الأمن والرخاء والسلام. لقد شارك العالم بأسره بلادنا الغالية منذ أيام خلت فرحتين كبيرتين، أولاهما ذكرى ميلادها التاريخي المجيد قبل نحو ثمانية عقود من الزمن، وثانيتهما مولد صرح علمي عملاق على ضفاف شاطئها الغربي ممثلاً في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، لتدخل بها بلادنا (نادي العالم الأول) ويتحقق نتيجة لذلك أمران هامان:1- حلم الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله في بناء جسر علمي جبار يربط بلاده بالعالم الحديث علماً وتقنية وبحثاً وإنجازاً، ليسهم في حل مشكلات الإنسان المعاصر ويطلق إبداعاته ومواهبه وقدراته استثماراً لها واستفادة من مخرجاتها لنفع البشرية! ثم يختار حفظه الله لتدشين ذلك الصرح يوماً يتزامن موعداً مع ذكرى الميلاد التاريخي والسياسي للبلاد، لتتعانق الفرحتان زمناً وحدثاً في صورة أبهرت الأسماع والأبصار.2- وفي الضفة الأخرى، من أفق الأحلام، يقف الأديب المبدع خالد الفيصل على صهوة الغد الموعود ليشهد بفخر انضمام بلاده إلى (كوكب) (العالم الأول) من خلال جامعة تعد بكل الخير للانسانية، أقول هذا رغم يقيني القاطع بأن (سلة) أحلام سموه حفظه الله تزخر بالمزيد والمزيد لصالح هذه البلاد وأهلها.أخيراً، أقول لكل من راودت نفسه شبهة من ظن أو شك أو قلق حول مستقبل هذا المولود الحضاري الجديد: راقبوا بهدوء وتفاؤل وثقة نمو هذا المولود الكبير وأداءه ومخرجاته عبر السنوات القادمة، وسيحل بإذن الله ذلك اليوم، قريباً كان أو بعيداً، الذي ستنمو فيه وتقوى ثقة هذا الجيل والجيل الوارث له بهذا الإنجاز، وسيحمدون لله حمداً كثيراً وهم يشهدون مخرجاته، وسيزدادون تقديراً له وإكباراً لمن حلم به ذات يوم وفكر فيه، ثم قرر ونفذ ليخرجه للناس منجزاً عظيماً، والحمد الله من قبل ومن بعد. 0 : عدد التعليقات