عهد ووفاء - الملك عبدالله والبعد عن البروتوكولات في التفاعل مع الإعلاميين والمثقفين والفنانين

Abstract

بعد لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله مع المذيعة العالمية الشهيرة باربرا وولترز عبر تلفزيون (ABC) اعتبر خبراء الإعلام الدوليون أثناء قراءتهم لمضمون الحوار التلفزيوني الذي تم بالرياض، أن السمات الشخصية المليئة بالعفوية والتعامل الصادق مع وسائل الإعلام ظهرت جلياً في تمكن الملك عبدالله بطريقة تلقائية ومليئة بالخبرة والتواضع أن يعطي المشاهد الخبير ورجل الشارع العادي صورة صادقة عن الشخصية الحقيقية لخادم الحرمين كملك وفي الوقت نفسه كمواطن محب لوطنه ومعتز بعروبته وإسلامه، فكانت الاطلالة الأولى للملك عبدالله إعلامياً بعد توليه مقاليد الحكم إطلالة عالمية متناسبة مع المكانة التي يحظى بها حفظه الله على المستوى السياسي والشعبي، فنجحت باربرا المذيعة المخضرمة في تقديم شخصية هامة بعيدا عن اللقاءات المشابهة مع رؤساء الدول المتخمة بالبروتوكولات والمعتمدة على الرسمية البحتة. مقابلة الملك عبدالله عبر (ABC) أكدت أهمية الإعلام في فكر وثقافة خادم الحرمين وهذا الاهتمام انعكس كثيرا وبصورة جلية في الشفافية الإعلامية التي نعيشها في وقتنا الحاضر وانعكست بصورة مباشرة في التفاعل ما بين المسؤول والإعلامي في بلادنا وأيضا إتاحة الفرصة لرجل الشارع السعودي في الثقة بالوسائل الإعلامية السعودية وتلمسها لاحتياجاته ومتطلباته. فالجوانب الأخرى للمقابلة الشهيرة لم تنعكس فقط على وضع «آني» او قضية معينة نوقشت وانتهت صفحاتها، وإنما كانت رسالة صادقة من ملك صادق لابناء شعب بالمقام الأول وللدول الصديقة في المقام الثاني، لان هذه المقابلة بخبرة الملك عبدالله كانت إطلالة رائعة وقوية له حفظه الله على أبناء شعبه وعبر وسيلة إعلامية متمثلة بأشهر القنوات التلفزيونية على مستوى العالم ومن خلال المذيعة الأشهر عالميا باربرا وولترز، فكانت تلك المقابلة نقلة إعلامية في السياسة الإعلامية السعودية في جعل الداخل السعودي يكتسب اهتمام وسائل الإعلام في توضيح العلاقة المباشرة ما بين القيادة وأبناء الشعب، خصوصا الجملة الشهيرة له حفظه الله في اللقاء عندما قال: «إنني أقدر وأهتم بشعبي كما أهتم بعيوني». التفاعل الدائم مع المبدعين والبعد الآخر لشخصية الملك عبدالله لا يقتصر على تعامله المباشر مع الإعلام وإنما نظرته المستقبلية للأحداث الثقافية لمملكتنا وابرازها عالميا يعتبر من الأسس الهامة في شخصية وخبرة خادم الحرمين حفظه الله، فالمكانة الكبيرة التي اصبح يحظى بها المهرجان الوطني للتراث والثقافة عالميا على سبيل المثال دليل كبير على ذلك رغم أن عمر المهرجان الذي وصل إلى العشرين عاما يعتبر عمرا غير كبير بالمقارنة بمهرجانات عالمية أخرى يتجاوز عمر بعضها مئات السنين ولم تحظ بنفس الشهرة التي حظيت بها الجنادرية، ولكن اهتمام الملك عبدالله الشخصي بهذا المهرجان وحضوره حفظه الله لأغلب فعالياته جعل من المهرجان نقطة تحول في اطلاع العالم على ابرز تفاصيل ومكونات الحياة الرائعة والبسيطة للمجتمع السعودي، حيث اصبح المهرجان ومنذ عام 1985 في قرية الجنادرية على بعد 40 كيلومترا شمالي العاصمة السعودية الرياض ظاهرة ثقافية عربية كبرى تجمع لفيفاً من رجال الأدب والفكر والثقافة والسياسة العرب والأجانب، فكانت أيام المهرجان منذ انطلاقته زاخرة بانعقاد أكثر من 125 ندوة فكرية ثقافية، إضافة لحوالى 45 ندوة عن الظروف المحلية و40 أمسية شعرية متنوعة، وكان حظ المهرجان وافراً أن حضر عدد من أهل الاقتصاد والثقافة والأدب حيث زاد عدد المدعوين على 3000 مدعو حسب تصريح لصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان. الصورة لا تحتاج إلى تعليق.. الملك عبدالله مع فايز المالكي وللجوانب الأخرى في تعامل الملك عبدالله مع المثقفين والأدباء والفنانين وقفات كبيرة ورائعة كانت للصورة حديثها العذب عن هذه العلاقة، فلا يمكن للممثل فايز المالكي أن ينسى اللحظات التاريخية والمليئة بالنواحي الإنسانية والمزدانة بالتواضع الجم عندما حظي بمداعبة الملك عبدالله له بعد مشاركته المباشرة في أوبريت الجنادرية العشرين ومتابعته حفظه الله للتفاصيل الدقيقة للدور التمثيلي الذي قام به المالكي في الأوبريت ومناقشته في ذلك، وكذلك الحال وفي كل عام مع فناني وكتاب وملحني الأوبريت كدلالة على اهتمام الملك عبدالله وبصورة مباشرة بالإبداع والمبدعين وما حرصه المباشر ومتابعته الدقيقة لفعاليات الجنادرية إلا تأكيد آخر على الاهتمام الملحوظ بالمثقف والفنان السعودي من ملك الإنسانية حفظه الله ورعاه. alrashidi@alriyadh.com