الجاهليات الخمس !!

Abstract

الجاهليات الخمس !!احمد الحناكياسميت تلك العوائق بالجاهليات اي جمعا لجاهلية وذلك نسبة الى ان من يقودها هم جهلة وليسوا مفسدين فهم للحق لا يعلمون انهم يرتكبون خطأ بل يتصورون انهم معبرون عن الحق والاخير منهم براء. والكل يعلم ان الجاهلية الاولى هي ماقبل ظهور الرسالة المحمدية التي قادت اعظم ملحمة ودكت دياجير الخرافات والجهل والعنف والسلب والنهب والغش والفساد ونشرت دين الحب والتسامح والعدل والمساواة.ومرت قرون وتغيرت الامور وتسلل الجاهليون شيئا فشيئا وعشعشوا مهيمنين في الفترة التي أسميها الجاهلية الثانية حتى ظهر المؤسس الاول للدولة السعودية الامام محمد بن سعود رحمه الله وقاد حملة تطهيرية تنويرية بدعم من الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وبعدها حصلت حروب ومشاكل داخلية وخارجية ادت الى انهيار مفهوم الدولة انذاك.اما الجاهلية الثالثة فكانت تمثل وضعا كارثيا بالنسبة للناس من حيث انتشار الجهل والمرض والغزو بين القبائل والانقسام الذي عم انحاء الجزيرة العربية، حتى استطاع أسد الصحراء الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله ان يحقق المعجزة بمساعدة من اجدادنا الاوائل ويوحد هذا الكيان العظيم الوطن الذي نعشق هواءه وترابه، ولم يكن طريق الموحد سهلا بل انه واجه الكثير الكثير الا انه استطاع بما يملك من حنكة سياسية وحزم لا يلين ان يسحق كل من سولت له نفسه ان يعارض مفهوم الدولة الحديثة سواء بالتنقيب عن البترول او بالانضمام لركب الدول الحديثة والقبول يسياساتها رغم اعتراض البعض ممن اصفه كما اسلفت جاهلا وليس مفسدا. اسمحوا لي هنا ان اضيف ان الجاهلية الرابعة حدثت ايام الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله عندما هب تيار خوف ورعب من تعليم البنات فمنهم من قال انها ستكتب رسائل غرامية بالقلم ولم يقولوا انها ستصبح أماً متعلمة تربي أطفاله وتتعلم لتصبح طبيبة تعالج النساء على الاقل او معلمة تدرس البنات فقط اي انهم يبحثون عن نقطة سوداء في بحر ابيض متلاطم. وطبعا كان ولي العهد الامير فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله حكيما وحازما عندما قال من لا يريد لبناته العلم فلن نجبره ولكن مشروع البناء قائم قائم. اترى يتذكر القليل ممن بقي منهم على قيد الحياة كم كانوا جاهلين؟اظنكم بعد هذا تتساءلون عن الجاهلية الخامسة؟ انها كل ما واجهناه بعد ذلك بداية من الفكر الجهيماني المنحرف امتدادا الى الحركات الارهابية التي تريد تفتيت الوطن مرورا بالرموز الفكرية المتطرفة التي تعادي كل جديد انتهاء بالاصوات التي عارضت توسعة المسعى رغما عن انه لصالح الحجاج، واخيرا تلك الأصوات التي هاجمت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.تلك الجامعة التي تزامن افتتاحها مع يومنا الوطني المجيد فاحتلفنا بها به وكان هدية خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لابناء وبنات شعبه ويالها من هدية. انها كما وصفها الملك اقرب الى الحلم بما تحتويه من امكانات ومراكز بحوث وتخصصات نادرة على مستوى العالم، والمحصلة كما نعرف ستصب اخيرا لصالح الوطن. الا يرى المعارضون كالعادة ان الجامعة حرم مستقل مثله مثل ارامكو او اي مجمعات دبلوماسية؟ ما الفرق ياترى؟ احترت وانا ابحث عن جواب لكيفية تفسير البعض للامور.ختاما اتمثل بقول الشاعر:العلم يرفع بيتا لا عماد لهوالجهل يهدم بيت العز والكرم