رؤية وروية
التاريخ
2009-06-01التاريخ الهجرى
14300608المؤلف
الخلاصة
رؤية وروية لن نبلغ مدى اجتهادنا، إن قلنا إن كسب ثقة الشعوب العربية في السياسة الأمريكية الخارجية، يحتم مستوى سياسيا رسميا، وآخر حواريا. ففي حين يكمن المستوى الحواري في توجيه الخطاب إلى الشعوب، بغية الاستحواذ على ثقتها، يتعين انتهاج سياسات طويلة المدى وجهد حقيقي وخلاق في طريقة التماثل والثقافة الإسلامية. إن الخطاب الثاني، وهو رسمي، يكمن في التعاطي مع الأزمات بقدر من الإنصاف المعتمد على قواعد الشرعية الدولية، والتعامل مع الثقل النوعي ضمن القوى السياسية المؤثرة في إطار موازين القسطاس والعدل. وللمرحلية الشائكة التي تكتنف ثيرمومترية منطقة الشرق الأوسط، والأزمات التي تعصف بين الكثير من مفاتيحها، فإن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للرياض استوثقت من مسارب الحل، وهو مايفسر تغيير مسار طائرته، لتهبط في الرياض قبل يوم واحد فقط من خطابة المرتقب في القاهرة.ويعلم أوباما أين تكمن تأثيرية المملكة التصويبية في العالمين الإسلامي والعربي، ومكانة قائدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في الأفئدة الإسلامية والعربية عقب النجاحات المتوالية في الحرب ضد الإرهاب، وتنامي القوة الاقتصادية، التي أصبحت ضاربة ومؤثرة في العالم، ما جعلها الدولة العربية والشرق أوسطية الوحيدة التي تشارك في اجتماعات الدول العشرين العظمى.تبقى المملكة، بمنظورها الديناميكي في النظام العربي، ولها الدور والقدح المعلى في العالم الإسلامي، مافرض عليها تأسيس علاقات متميزة مع كل دول العالم شرقا وغربا. ومن مستشرف آخر، فإن الدبلوماسية السعودية تتمتع بحصافة ورؤية وروية سياسية هادئة، ولذلك فهي تعزز درجة مصداقيتها على المستوى العالمي، خصوصا في العالم الإسلامي، لذلك ظلت تحركاتها شرقا وغربا بغية التأكيد على أنه، بالقدر الذي تريد فيه تعميق العلاقات مع الشرق، لا تنفك تتواصل مع الغرب بحكم ما يمثله من ثقل سياسي ووزن دولي. وعلى ذلك فإن الدبلوماسية السعودية بسعيها لتكريس العلاقات، فإنها تحقق توازنا سياسيا في علاقاتها الخارجية، وضمن هذا النسق، تبعث برسالة مهمة ذات فحوى أنه من الضروري أن تشترك كل القوى الفاعلة في العالم في حل قضايا المنطقة، وأن تجند الرياض علاقاتها لخدمة قضايا الشرق الأوسط مع دول العالم.لقد درجت السياسة الأمريكية في كل العهود على نمط واحد من التعاطي حيال قضية صراع المسلمين مع الصهاينة في فلسطين، وهي سياسة أصبحت محفوظة من كثرة تكرارها، إذ تنضوي على أن كل ما يمارسه الفلسطينيون من ذود عن حياض هو إرهاب، كل ما تقترفه إسرائيل من مذابح هو دفاع مشروع. وعلى العرب والإسرائيليين أن يتوصلوا إلى سلام دائم ـ لإسرائيل ـ عبر التفاوض... وحيال هذه القضية التي يمكن أن تمثل أكبر عنوان للتصالح بين أمريكا والعالم الإسلامي، فقط بوضع العدل في نصابه. فعلى أوباما أن يحرف حروفاً كثيرة من النص « التابو » للسياسة الأمريكية تجاه الدولة العبرية.ويترتب عليه، كحالة مصاحبة، احتواء المناهضة المتعاظمة لبلاده وغيرها لما ينسب إلى مصادرة الهوية بمفهومها الشامل، أو إلى الموقف من « الكيل بمكيالين ». وينظر ممنهجو ذلك المنحى إلى أن أكثر شعوب ودول العالم الثالث هي التي تقف عائقا أمام مدها، ولعل هذا السبب هو الذي يدفع الأوساط الحاكمة والنخب المتنفذة في الغرب، إلى اعتبار العنف والإرهاب هو الخطر القادم من الشرق الذي تعرضت بلدانه إلى الهيمنة الكولونيالية وإلى تقسيمها بموجب معاهدات دولية جائرة مجسدة في « سايكس ـ بيكو »، وإلى نهب ثرواتها وإلى تعريضها لعدوان مستمر منذ ستة عقود من الزمان.mirghani333@hotmail.comللتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 242 مسافة ثم الرسالة
الرابط
رؤية ورويةالمصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
480142النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
15619الموضوعات
الاسلام والغربالثقافة الإسلامية
المؤلف
ميرغني معتصمتاريخ النشر
20090601الدول - الاماكن
اسرائيلفلسطين
مصر
القاهرة - مصر
القدس - فلسطين