في الجنادرية
التاريخ
2009-03-09التاريخ الهجرى
14300312المؤلف
الخلاصة
حينما تشرق علينا كل سنة مناسبات طابعها الوطني الممزوج بروح الحب والولاء، والقرب واللقاء، والهمة والبناء أجد أن كل حرف وكل كلمة ستكتب في سطور هذه المناسبات تشعر البعض بأنها مزايدات أو مجاملات وتصّنع من أجل مطامع شخصية، لذا فهاجس التردد يحضرني وأنا أكتب عن مناسبتين تجمعهما علاقات مشتركة كمناسبة «اليوم الوطني» و « الجنادرية»، فالرابط حاضر بينهما يقفز للذهن والقلب معا. فمهرجان «الجنادرية للتراث والثقافة» يحمل بين أثوابه لونا وبعدا وطنيا في كل زواياه. فموقعه ومجسمه ونشاطاته وثقافته، وأغانيه وصوره ورسالته تعزز مكانة هذه المملكة الغالية في نفوس جميع شرائح المجتمع. واليوم الوطني صورة وفية يفيض عبق تاريخها المجيد بمستقبلها المشرق، إذ هما في الحقيقة صورتان مجمّلتان لبعضهما لكون التراث والثقافة الأصيلة نقشتهما الخاصة، ولكون التلاحم الفكري والتواصل الثقافي حضورهما الأبرز ، وفي المقابل نجد أن كلتا المناسبتين مظاهرتان ثقافيتان تحملان في طياتهما قيما دينية ووطنية وأخلاقية مهمة. فتراث المملكة وتاريخها ليس فقط خيمة شعبية ودلة ورقصة وعرضة، لكنه عمق فكري، وحضارة تاريخية، وثقافة راسخة، ورؤية ثاقبة. ولعل في ثنايا هذه المناسبة أرى من المناسب التأكيد على الأمور التالية : الأول : إن كانت الجنادرية هذا العام وكل عام من أهم أهدافها أن يتعرف الآخرون على ثقافاتنا وحضارتنا، فإن المهم أن نساهم أيضا في التعرف على الآخرين ومّـد الصلات للآخرين. فمبادرة خادم الحرمين الشريفين بفتح باب الحوار والتعايش الحضاري يجب أن تجد لها أبوابا مشرعة لتفعيل هذا المطلب الكبير ، خاصة ونحن نحتاج لهذا المطلب في الداخل بيننا. الثاني : من المناسب ألا تقتصر الجنادرية على الرياض فقط ولكن يجب أن تعمم على مدن المملكة الأخرى، ويمكن أن تصاغ كفكرة مصغرة في كل مدرسة ليتعرف الأجيال على التراث والحضارة للمملكة. هذه المناسبة التي مازال يشارك فيها المبتعثون في جامعاتهم التي يدرسون بها. فمثلا يشارك هذه السنة الطلاب المبتعثون من ماليزيا في حفل تقيمه الجامعة الإسلامية العالمية بعنوان « خصصوا لهم ركنا يعرضون من خلاله إنجازات المملكة العربية السعودية (Ummatic week) » بعرض الجوانب الحضارية والفكرية والعلمية. والحقيقة أن مهرجان الجنادرية في النهاية ثمرة لمحبة الوطن والانتماء له ، ذلك الانتماء الذي يجب أن يترجم إلى واقع سلوكي وذوقي، وألا تكون «المهرجانات الوطنية» مناسبات يتغنى بحضورها البعض وهي منه براء . فالوطنية في المقام الأول وعي وثقافة، والتزام وطاعة، ومحبة وولاء. hani077@hotmail.com
الرابط
في الجنادريةالمصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
481921النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13051المؤلف
هاني الملحمتاريخ النشر
20090309الدول - الاماكن
السعوديةماليزيا
الرياض - السعودية
كوالالمبور - ماليزيا