حوار أتباع الديانات: أين المرجعية المناسبة
التاريخ
2009-10-24التاريخ الهجرى
14301105المؤلف
الخلاصة
حوار أتباع الديانات: أين المرجعية المناسبة محمد بن علي الهرفي بعد المبادرة الطيبة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين بخصوص الحوار وأهميته في المجتمع السعودي والتي نتج عنها إنشاء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني تطلع إلى نوع آخر من الحوار العالمي يشمل أتباع الديانات كلها فكانت دعوته لحوار أتباع الديانات بهدف تقريب الفجوة بينهم وإبعاد شبح الصراعات عنهم.مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني قام عليه مجموعة مباركة من العلماء والمختصين وبقيادة فيصل بن معمر الذي أعطاه كل وقته وجهده واستعان طيلة السنوات الماضية بمجموعة متميزة من العلماء والمثقفين والإداريين لكي تكون لقاءات المركز وحواراته في أفضل صورها.ومع كل الجهد الذي بذله الأستاذ فيصل وكل الإخوة الذين معه إلا أن هناك قضايا أساسية ما زال الجميع ينتظرونها ويتساءلون: متى نراها حية على أرض الواقع!تلك هي: التوصيات التي تحتاج إلى تطبيق لكي تعطي زخما لكل الحوارات المقبلة.هذه المقدمة المختصرة أردت منها أن أقارن بين الجهد الذي يبذله مركز الملك عبد العزيز للحوار وبين ما تبذله رابطة العالم الإسلامي في مؤتمرات حوار أتباع الديانات والثقافات.خادم الحرمين ـــ وفقه الله ـــ أراد من مبادرته الكريمة أشياء متعددة ـــ حسب فهمي ـــ وتلك الأشياء ـــ كما أعتقد ـــ يصعب الوصول إليها إذا استمرت الرابطة في تبني ذلك المشروع الكبير لأن إمكاناتها محدودة، ولهذا أعتقد أنه لا بد من إيجاد مرجعية مناسبة لذلك المشروع العملاق!المشروع يتوخى تغيير الصورة البائسة التي رسمها مؤسس فكرة وصراع الحضارات والتي بدت واضحة في عهد الرئيس الأمريكي السابق «بوش» لتصبح «حوار الحضارات» بدلا عن صراعها الذي لا ينتج إلا الدمار والخراب للبشرية كلها.وقد أثبتت فكرة: «حوار الحضارات» صحتها بعد كل ما شاهده العالم من دمار في السنوات الثماني الماضية وبدأ مثقفو العالم يتبنون الحوار بدلا عن الصراع.والمشروع كذلك يهدف إلى تعيير الصورة السيئة عن الإسلام والمسلمين، تلك الصورة القبيحة التي برزت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي استغلها كل أعداء الإسلام ليشوهوا صورته، وأيضا صورة أبناء هذه البلاد.ومن الأهداف ـــ أيضا ـــ السعي لإيجاد مجتمع إنساني يسوده التعاون والاحترام المتبادل ليتمكن هذا المجتمع من بناء حضارة إنسانية يعيش الجميع في ظلها وبجسب مبادئهم.رابطة العالم الإسلامي تبنت عقد مجموعة من المؤتمرات في محاولة لتحقيق أهداف المشروع الكبير كان آخرها في جنيف، وبطبيعة الحال ـــ وكالعادة ـــ ينتهي المؤتمر بمجموعة من التوصيات، وكالعادة أيضا تحفظ هذه التوصيات ولا تجد من يتابعها لكي يتحقق الهدف الرئيسي من المشروع كله.أعرف قدرات الدكتور عبد الله التركي الكبيرة والمتميزة، وأعرف حرصه الكبير على العمل الذي يخدم ديننا وبلادنا، أعرف هذا كله ولكني أعرف أيضا أن جهاز الرابطة لا يساعده على تحقيق كل طموحاته!هذا المشروع يحتاج إلى مؤسسة علمية كبيرة ومتخصصة، تجمع بين جنباتها علماء مختصين يتحدثون بأكثر من لغة، كما تضم أيضا مراكز بحثية تعنى بالحوار وأهدافه، وتستطيع التواصل المباشر مع كل المراكز والأشخاص والجامعات لكي تحقق أكبر قدر من تحقيق أهداف حوار أتباع الديانات والثقافات.وفي ظني أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هي القادرة على تحقيق هذا المشروع، وهي بالمناسبة من ثمرات الدكتور عبد الله التركي الذي بذل جهودا هائلة ومشكورة حتى أصبحت الجامعة كما نراها اليوم عملاقة تؤدي دورها بصورة رائعة.الجامعة تضم عددا كبيرا من الأساتذة الذين درسوا في أوروبا وأمريكا ويعرفون عقلية الغربيين وكيف يتعاملون معهم بما يقربهم إلى فهم سماحة الإسلام وأبنائه.وفي الجامعة علماء في كل التخصصات باستطاعتهم المساهمة الفاعلة في تحقيق أهداف الحوار مع الغرب.وفوق هذا ففي الجامعة مركز لحوار الحضارات وهو قادر على القيام بمشروعات حوارية حضارية تحقق أهداف وطموحات خادم الحرمين الشريفين وفقه الله.أعرف أن تحقيق المصلحة العليا هي الهدف الذي يسعى إليه كل المخلصين في بلادنا بغض النظر عن الجهة التي تتولاه، وأعباء الرابطة عظيمة والمسلمون يتطلعون إليها لكي تخفف عنهم أعباءهم، ولهذا فإن النظر إلى الجهة التي تحقق أكبر قدر من النجاح في مشروعاتنا العظيمة هي هدف يجب أن نتعاون على تحقيقه.من أجل ذلك كله كان على جامعة الإمام أن تقوم بدورها في تحقيق مشروع «حوار أتباع الأديان» باعتباره من أهم المشروعات التي تخدم ديننا وبلادنا.شكرا خادم الحرمين الشريفين على كل تلك المبادرات المتميزة.للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 213 مسافة ثم الرسالة
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
484452النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15764الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودحمود بن حماد ابوشامة
عبدالله التركي
فيصل بن معمر
محمد بن علي
المؤلف
محمد علي الهرفيتاريخ النشر
20091024الدول - الاماكن
السعوديةاوروبا
سويسرا
الرياض - السعودية
جنيف - سويسرا