خطط إقليمية للمناطق

Abstract

د. علي بن حسن التواتي خطط إقليمية للمناطق بمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين لجازان والمنطقة الجنوبية لوضع حجر الأساس لمدينة اقتصادية وجامعة مناطقية وعدد من المشاريع التنموية الأخرى، كتب رئيس التحرير سعادة الدكتور هاشم عبده هاشم يوم السبت الأسبوع الماضي مقالة هامة بعنوان (الحاجة لخطط إقليمية للمناطق). ولا تستمد تلك المقالة أهميتها من موضوعها فحسب ولكن أيضاً من توقيتها المدروس المتوافق مع اتضاح ملامح الخطة الاقتصادية التنموية التي اعتمدها خادم الحرمين الشريفين للتنمية الريفية والمناطقية للبلاد في عهده الزاهر بإذن الله. هذه التنمية الريفية والمناطقية التي حملت همّ الكتابة عنها، بحكم الاختصاص، منذ بداياتي الأولى في الكتابة الصحفية لجريدة الرياض في سلسلة من المقالات التي نشرت سنة 1412 هـ تحت عدّة عناوين منها (الجوانب الريفية والإقليمية في خطة التنمية السعودية) و (نظام المقاطعات ولا مركزية التخطيط التنموي) ثم ما لبثت بعد انتقالي للكتابة في عكاظ بتعزيزها بمجموعة أخرى من المقالات التي تحمل نفس الرسالة ومنها (آفاق تطوير المنطقة الجنوبية) و (تنمية المناطق الريفية والحدودية) و (مازلت أحمل دمعة الفراق يا طريف) وغيرها من عشرات المقالات التي تهدف إلى لفت الاهتمام لهذا النوع من التنمية. لذلك أشعر بسعادة غامرة حينما أرى انتشار عدوى الاهتمام بتنمية المناطق الريفية والنائية وهي تصيب أقلام كبار الكتاب الصحفيين في البلاد من أمثال الدكتور هاشم ومن قبله الأستاذ عبدالله أبو السمح مما يعني أن هذا النوع من التنمية استطاع فرض نفسه كأولوية تستحق الاهتمام. والتنمية الريفية والمناطقية ليست همّاً جديداً في تاريخ الجهود التنموية السعودية حيث يمكن تتبعها مرحلياً منذ البدايات الأولى لإعلان المملكة العربية السعودية كياناً سياسياً موحداً ومستقلاً على يد الملك عبدالعزيز يرحمه الله سنة 1932م حيث حال اتساع رقعتها وقلة مواردها دون تحقيق التوازن في تنميتها على المستوى المناطقي بالتركيز على المكان Region’s Prosperity وتمت الاستعاضة عن ذلك بحكم الظروف والإمكانيات حينها بالتنمية الإنسانية المباشرة People’s prosperity من خلال برامج إعانة مباشرة تشمل الغذاء والكساء والتعليم والصحة للمواطنين في مناطق تواجدهم من خلال لجان خاصة كانت تشكل لهذه الأغراض، وكان على الجهود التنموية التي ترتكز على المكان وإرساء البنية....