عدوى الجودة والخدمة الشاملة تنقل إلى الأمن في السعودية

Abstract

إن (الجودة والخدمة الشاملة) واحد من أهم الأساليب الحديثة التي بدأت تجتاح الإدارات والمؤسسات الحكومية، لما لها من أثر كبير في رفع كفاءة الأداء، وتكريس مفهوم الرقابة الذاتية. المثير أن التجربة الإماراتية في (الجودة الشاملة)، تسللت من أبرز بوابة في المجتمع، وهو الجانب الأمني، مع التأكيد أن الثوابت الأساسية للحياة الكريمة في كل مجتمع هو الدين والأرض والأمن، ففي ندوة دعيت إلى حضورها من الدكتور محفوظ بن مرعي عضو مجلس إدارة غرفة العاصمة المقدسة، ونظمها مدير عام الدوريات الأمنية في مكة، بعد حصولهم علي شهادة (الإيزو للجودة والخدمة الشاملة). وكان عنوان الندوة (الجودة الشاملة في شرطة دبي) قدمها الدكتور منصور العور مدير عام إدارة مراقبة الجودة الشاملة في شرطة دبي. علماً أن المحاضر نفسه، قدم محاضرة في إدارة التعليم في جدة، لتطبيق الأسلوب نفسه على التعليم، أهمية حضور الندوة عندي تكمن في أن أحد أفراد الوطن أعد رسالة ماجستير اطلعت عليها علي عجالة (للأسف) قبل خمسة أشهر، للأستاذ عمر بن ناصر القريوي عن أخلاقيات العمل في الدوريات الأمنية من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. أعود إلى الندوة الذي طرح المفهوم الحديث للخدمات الأمنية وتحولها من (المفهوم العسكري) في تطبيق الأمن، إلي مفهوم التعاون والمشاركة ما بين المواطن والأمن في الحقوق والواجبات وتوازنها في الخدمة العامة للمجتمع. الفكرة على المستوي العربي انطلقت من دبي، وتقيم الأداء استقطع خمس سنوات صعبة، مرت بعدة مراحل ما بين الخطأ والصواب والفشل والنجاح، وظل معيار التقدم متوقف على استمرار ثقة القيادة العليا في كوادرها الأمنية ومدى قدرتهم على الانضباط والتزامهم في تطبيق معايير الخدمة. حين كان المحاضر الدكتور منصور العور يتحدث عن أسس الخدمة الأمنية وقواعد تنفيذها، تأكد لدي أن الأمن الاجتماعي وجهان لعملة واحدة، والأمن يقدم لنا حقوقنا المدنية بأعلى معايير الخدمة والجودة والمواطن مشارك معه بوجبات الالتزام بنظام القانون وتطبيق الثوابت الشرعية في الأخلاق والآداب العامة. ويعني ذلك عملياً، أن الجودة الشاملة في الجانب الأمني تعني القضاء على البيروقراطية الحكومية وتفعيل دور الأجهزة المساندة، مع توازنها في الواجبات المفروضة على كل مواطن تجاه الدولة وأجهزتها الحكومية. وتناول الدكتور منصور عن توجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي في ذلك....