الرجل الواضح..

Abstract

كلمة الرياضالرجل الواضح..يوسف الكويليتيوسف الكويليتفي المملكة أو خارجها نجد الملك عبدالله شخصية واحدة ليس لديه ألوان في مجريات السياسة ولا يتبع (الميكافيلية) أو الذرائعية مع أن هناك من اعتبر أي سلوك يخدم مصلحته وبلده يظل حلالاً، لأن السياسة ذاتها في خدمة الأهداف وليست الأخلاق، لكنها مع الملك عبدالله قيم ومثل عليا.. إجادة التوازن في الظروف الطارئة، والمفروضة والطبيعية تحتاج إلى شخصية بمواصفات قيادية كبيرة وناجحة، لأن المبادرات التي لا تبني احتمالاتها على النجاح تبقى عرضة للسلبيات، وقد وجدنا في أحداث الأيام الماضية كيف كان استقبال المملكة لانجاح الحج وبذات التوقيت جاء اعتداء الحوثيين على حدود «المملكة مع اليمن» ثم كارثة سيول جدة، وكل واحدة فيها ثقل عسكري واجتماعي وديني، ومع ذلك تعامل الملك عبدالله معها جميعاً بأسلوب الحزم والحكمة ودون تفريط بالحقوق مهما كانت النتائج.. في حديث خادم الحرمين الشريفين لجريدة السياسة الكويتية اتصلت الأحداث الداخلية بالخليجية والعربية والعالمية، وكان يدرك المهمات التي تجعل من مجلس التعاون قدرة سياسية وأمنية في حال نفذت الاستراتيجيات العليا، وهي مهيأة أن تصل إلى النجاح طالما العوامل التي تجمع دول المجلس موجودة ويمكن تطبيقها على الواقع وفق منهج تقرره القيادات وينسجم مع إرادة شعب كل دولة.. الحديث تطرق إلى جوانب مختلفة لكن واقعية الرجل أضفت عليه أن سياسة الأبواب المفتوحة تبقى هدفاً أساسياً في التنمية والاستثمار ورفع مستوى المواطن، وتأسيس قواعد ثابتة للمستقبل والأجيال القادمة، ينسجم هذا مع العلاقات الدولية إذ إن منطقتنا العربية التي تدار بها الحروب وتغذى فيها الخلافات وتنمو بها عوامل الهدم أكثر من البناء، تحتاج إلى وقفة شجاعة لتقديم المراحل السابقة ونواتجها السلبية، وكيف يتأسس عمل عربي لديه رؤية واضحة، بحيث يتم استغلال الإمكانات الكبيرة البشرية والمادية حتى نصل إلى التكافؤ مع غيرنا، وقد شهدنا كيف وقف، بشجاعة، الملك عبدالله في قمة الكويت العربية، ليقطع الطريق على تفاقم الخلافات، وهي القمة التي كانت مرشحة لتعميق القطيعة بين أكثر من دولة، ومع ذلك، وبرؤية ونوايا صادقة استطاع أن يوصل ما انقطع ويبدأ بالمملكة كمؤكدة للمصالحات مهما كانت الأخطاء التي طرأت وأحدثت فجوة كبيرة في التضامن العربي.. في المملكة نحن لم نسع للخصومات أو التدخل بشؤون الغير بل سارعنا في دعم اقتصادي وسياسي لأي طارئ، وقدمنا الكثير لأننا ندرك مدى مسؤولياتنا تجاه أمتنا، ومن خلال هذه القاعدة التي تأسست عليها سياسة المملكة استطعنا التوفيق بين مواقفنا والتزاماتنا، بنفس الوقت نرفض أن نستخدم أي جهة دوراً مناقضاً لأهدافنا، أو زعزعة أمننا، لأن حقنا الطبيعي في الاستقلال واتخاذ القرارات وحماية مصالحنا ووطننا، أمور لا ينازعنا عليها أحد مهما تعددت الأسباب.. الحديث ألقى أضواء كثيرة على مختلف الشؤون المرتبطة عضوياً وسياسياً بالمملكة، وكعادة الملك عبدالله، كان صادقاً وحازماً وبنفس الوقت حليماً ورحوماً..