موقفنا من الوباء

Abstract

موقفنا من الوباء حمود وسمي المطيري - المدينة المنورةكثر الحديث عن أنفلونزا الخنازير التي غزت بفيروساتها أرجاء المعمورة وأثارت الهلع والرعب هي ومثيلاتها من أوبئة العصر بمختلف مسمياتها ناهيك عن الأمراض الفتاكة التي أقضت مضاجعنا وهزت مشاعرنا وقوضت أحلامنا لكنها وأمام الغفلة وقسوة قلوب البعض منا لم تضع حدا لسلوكيات الكثير منا فأوقعتهم في حبائل هوى النفس ونزغات الشيطان ومغرياته . اجل من حقنا أن نفعّل مفهوم الوقاية فهي خير من العلاج ونطرق أبواب الأسباب تحصنا بعد الله تعالى من أخطار الأوبئة ومضار الخطايا وتبعات الذنوب فالمأمول والمفترض أن نكون من الكياسة والخيرية ما يجعلنا أكثر احترازا ويقظة من آفات الدنيا وكوارث الآخرة من أن تأخذنا الأماني ومتع الدنيا على حساب التكاسل والتسويف والتفريط والمصير المشترك . لست محبطا والعياذ بالله بقدر ما أنا محذر من مغبة التساهل والتناسي ولا أريد بحديثي هذا الإقلال من مخاطر الاوبئة في حياتنا الدنيا واثرها السلبي على الانسان الذي تقوم على اكتافه نهضة البلاد علما وفكرا واختراعا ولكن الشيء بالشيء يذكر ومما يثلج الصدر ويدعو إلى التفاؤل ان تتضافر الجهود وتشمر السواعد ضد الغزو ايا كان فكريا أو صحيا وجميل جدا أن تصح الأجسام من العلل والمفاهيم من الشوائب والسقم فنحن في هذا الجزء الغالي من الكرة الارضية قدوة العالم وقبلة المسلمين ومصنع الرجال ومنبع القيم وهلم بنا الى حياة هنية وآخرة بهية وهيا لمحاربة الآفات على اختلاف مسمياتها بذخيرة إسلامية إيمانية فما أروع أن نجعل من هذه الأوبئة منطلقا لدولة عصرية ناهضة في عهد خادم مقدساتها وباني صرحها الشامخ الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظهم الله وأن نكون شعبا يعيش مع الأحداث ويجعلها وقودا لحياة أفضل وغد مشرق لا يعرف اليأس ولا تكدره الكوارث من منظور إيماني وعقيدة تؤمن بالقدر خيره وشره مرة أخرى أقول إن الاحترازات واللقاحات وتجنب ما هو مظنة للتهلكة أسباب وقائية دون أن يكون لها مفعول مؤكد فما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا والله من وراء القصد .