وزراء داخلية دول جوار العراق يعقدون اجتماعهم الثالث بمدنية جدة الأمير نايف : لا نشعر بالرضا تجاه ما يحدث في العراق

Abstract

جدة: سلطان العوبثاني عقد وزراء داخلية دول الجوار للعراق أمس اجتماعهم الثالث برئاسة الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي، وحضور وزراء داخلية كل من الكويت والبحرين ومصر وسورية والأردن والعراق وإيران وتركيا. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، قد استقبل أمس في قصره بجدة الأمير نايف يرافقه وزراء داخلية دول الجوار، وذلك قبل انعقاد اجتماعهم، وهم كل من النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، والبحريني الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، والمصري حبيب العدلي، والسوري بسام عبد المجيد، والأردني عيد الفايز، والعراقي جواد كاظم البولاني، والإيراني مصطفى خاكسار بورمحمدي، والتركي عبد القادر أقصور. ونقل الوزراء لخادم الحرمين الشريفين خلال اللقاء تحيات وتقدير قادة دولهم، كما استمع الملك عبد الله لإيجاز من الوزراء عن الموضوعات المدرجة على جدول أعمال اجتماعهم، متمنياً لهم التوفيق والنجاح، وللعراق الأمن والاستقرار. وحضر الاستقبال الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الأمنية، والدكتور أحمد السالم وكيل وزارة الداخلية. من جهته، أبدى الأمير نايف بن عبد العزيز في كلمته التي ألقاها في بداية الجلسة المفتوحة للاجتماع الذي عقد بقصر المؤتمرات، أن تساهم أعمال وزراء داخلية دول الجوار في مساعدة الشعب العراقي، وكذلك المساهمة في عودة الأمن والاستقرار لأفراد شعبه، واستمرار التنسيق فيما بين الدول لحفظ حدوده، وتعزيز وحدته الوطنية. وقال وزير الداخلية السعودية «إن دور دول الجوار العراقي لا بد أن يتفاعل عبر التنسيق المشترك، والثنائي بينهم»، معتبراً أن مسؤولية حفظ الأمن في العراق تقع على عاتق تلك الدول، كونها «دول الجوارش»، وكذلك من أجل القيم الدينية والإنسانية. وأعرب الأمير نايف بن عبد العزيز عن أسفه للأوضاع المتردية في العراق بقوله «لا نشعر بالرضا تجاه ما يحدث في العراق من عمليات قتل وتهجير، وإشهار العراقي سلاحه في وجه أخيه». وأكد الأمير نايف بن عبد العزيز أن جهود بلاده تتركز في مساعدة العراقيين بكافة الأشكال والطرق، موضحاً أنها تبذل كافة الجهود للمساعدة في حفظ الحدود مع العراق، وعدم السماح لحدوث أي اختراق لها. وشدد وزير الداخلية السعودي على ضرورة رفض الأصوات الداعية لتقسيم العراق على أسس مذهبية أو عرقية، واصفاً أصحاب تلك الدعاوى بـ «الجهلاء». ونبه الأمير نايف إلى أن ما يحدث في العراق من ترد للأوضاع الأمنية، سينعكس على العالم أجمع، ودول الجوار بشكل خاص، مطالباً الجميع «لا بد من أن يتحمل الجميع مسؤوليته أمام الله، والضمير، والتاريخ الذي ستقرأه الأجيال جيلا بعد جيل». من جهته أكد وزير الداخلية الإيراني أن بلاده وباعتبارها جارا للعراق، تتابع وبدقة الأوضاع والمستجدات في ذلك البلد، وتؤكد على لزوم الحفاظ على الأمن والاستقرار فيه ووحدة ترابه الوطني. ورأى الوزير الإيراني في كلمته التي ألقاها في الاجتماع، أن استتباب الأمن وإعادة إعمار العراق، هما الموضوعان الرئيسيان اللذان ينبغي أن يلقيا اهتماما جادا من المجتمع الدولي خاصة دول الجوار. و أكد وزراء داخلية دول الجوار العراقي، في البيان الختامي لاجتماعهم على ضرورة بذل المزيد من التدابير الأمنية اللازمة لضبط الحدود، وكذلك مكافحة وثائق السفر المزورة والتسلل والتهريب من وإلى العراق، وذلك عبر زيادة صور وأشكال التنسيق والتعاون بينهم. وعبر وزراء الداخلية عن استعدادهم لمساعدة الحكومة العراقية في تعزيز الأمن وتأمين الاستقرار لديها، وخاصة في النواحي التدريبية. وشدد البيان الختامي لوزراء الداخلية على ضرورة القضاء على نشاط الجماعات الإرهابية، وما يرتبط بها في العراق وتهدد أمنه وأمن جيرانه من دول الجوار، ولكن البيان لم يحدد الآليات لشكل تلك المكافحة. كما دان وزراء الداخلية كافة الأعمال الإرهابية التي تستهدف العراقيين وغيرهم من الأطفال والنساء، وكذلك الأعمال المستهدفة للجهود الرامية لإرساء الاستقرار وقوى الأمن العراقية والسياسيين والفقهاء الشرعيين والمؤسسات، بما فيها المقدسة، وشجب كل ما يدعو للفرقة بين أطياف الشعب العراقي. وأقر الوزراء إنشاء سكرتارية خاصة باجتماعاتهم، ويكون مقرها في العاصمة العراقية بغداد، وتشرف وزارة الداخلية العراقية على اتخاذ الإجراءات اللازمة لها، بالإضافة إلى توليها ـ أي السكرتارية ـ أعمال التنسيق والإعداد والتحضير للاجتماعات الوزارية المقبلة، ومتابعة تنفيذ القرارات والتوصيات الصادرة.