الإعلام .. سلاح ذو ثلاثة حدود !
Date
2008-05-21xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14290516Author
Abstract
الإعلام ... سلاح ذو ثلاثة حدود! زياد بن عبدالله الدريس الحياة- 21/05/08// يقال دوماً إن الإعلام سلاح ذو حدين، وأنا أفضّل أن أقول إنه ذو ثلاثة حدود، الحد الثالث في كف الممسك بهذا السلاح! أقول هذا ونحن نتابع بقلق واستياء ما يجري في لبنان الآن من نُذُر حرب أهلية تستعيد الوجه البغيض للحرب الأهلية الأولى. والحروب الأهلية مشكلتها الأولى دوماً أنها حروب بين طرفين لصالح طرف ثالث. وفي لبنان بالذات تتحقق هذه المعادلة وفقاً للمقولة الشهيرة بأن لبنان ليس فيه غالب ومغلوب رغم هذه الفذلكات التمهيدية فإن ما يجري في لبنان الآن من صراع هو بين طرفين رئيسيين هما: الموالاة والمعارضة. وأياً كانت ميولك الحزبية أو الطائفية أو الأيديولوجية فإنك لا بد أن تتحيّز إلى أحد الطرفين، لكن التحيز في الحروب الأهلية يختلف عن التحيز في الحروب القومية أو الأممية، إذ في الحروب الأهلية يكون التحيز مع أحد أطراف (العائلة) ضد طرف آخر من العائلة نفسها، ولك أن تتخيّل نفسك عندما ترمي بثقلك، كامل ثقلك، مع أخ ضد أخيه، وتقذع في شتيمة وتعنيف وازدراء الأخ الآخر، ثم تفاجأ بعد حين وقد تصالح الأخوان، وبقيت أنت طرفاً ثالثاً... لا وسيطاً يذوب عند المصالحة. ينساق هذا الخطاب التحذيري بالدرجة الأولى في منطقتنا العربية إلى وسائل الإعلام. وبالذات تلك التي تنساق بوجدانيتها البراغماتية حدّاً يفيض تطوعاً عما هو مرغوب منها، فتصبح قيصرية أكثر من القيصر نفسه! وكم شهد العالم العربي من معارك بينية، استخدم فيها الإعلام خرقة لتلويث زجاج النوافذ الفاصلة بين المتخاصمين، ثم بعد حين خرقة لتنظيف وتلميع النوافذ نفسها! يسوقنا إلى هذا الهاجس الآن أن عدداً من وسائل الإعلام العربية يوشك أن يبني نفسه طرفاً ثالثاً في حرب لبنان، عبر تحيزه المفرط مع أحد الطرفين، واستخدام لغة القطيعة وقطع الحبال والمفاصلة التامة مع الطرف الآخر. أكرر وأعيد أن لا أحد يطالب وسائل الإعلام تلك بالحياد، أولاً لأن الحياد المطلق خرافة، وثانياً لأننا كلنا متحيزون لطرف ضد آخر. وقد أبنت موقفي مما يحدث في لبنان عبر مقالتي السابقة هنا: الجهاد في سبيل حزب الله! ( الحياة 14/5/2008). لكننا يجب أن نستحضر هنا الفرق بين تحيّز كاتب مفرد وتحيز وسيلة إعلامية برمتها. لا نرجو من وسائل إعلامنا أن تكون ماءً يطفئ حرائق السياسة، فما خُلق الإعلام ليكون ماءً وإلا أصبح إعلاماً بلا لون ولا....
Publisher
صحيفة الحياةVideo Number
496163Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
16483Personals
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسعود بن فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة
Topics
الاعلامالاعلام - العالم العربي
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربي
السعودية. وزارة الخارجية