أنت العيد
التاريخ
2009-09-23التاريخ الهجرى
14301004المؤلف
الخلاصة
أنت العيد خالد الغنامي ماذا يمكن أن يقول الإنسان و هو يتحدث عن عيد الوطن؟! بأي الأهازيج و الحداء سنغني و بأي طريقة سنرقص؟! لا شك أن الكلمات تتسابق و تتدافع للخروج أولاً قبل أخواتها للتعبير عن هذا الحب الذي نصرح به و لا نكنّه أبداً, هذا العشق المجنون لهذا الكيان العظيم الذي تخضب ترابه بدماء الأجداد حتى كونوا لنا وطنا اسمه المملكة العربية السعودية. إنه حب رضعناه مع حليب أمهاتنا لهذه الأرض التي ولدنا على ترابها و صرخنا صرخة الطفل الأولى عليها, ثم مشينا على هذه الأرض و أكلنا من خيراتها فأصبحنا رجالاً أشداء, الوطن هو من منحنا حق التعليم و العلاج و الرعاية, الوطن هو من قدم لنا كل ما نحتاجه, و على أرضه ولد أطفالنا لتدور الدورة من جديد, و نستشعر واجب غرس هذه المحبة في نفوسهم. ولدت المملكة في ظروف تاريخية سياسية صعبة, لكن الله يسر للمؤسس العظيم عبد العزيز بن عبد الرحمن ـ رحمه الله ـ ومن كان معه من أبناء هذا الشعب الذي كان يتوق في داخله للشعور بالوحدة و العزة و الأمان, استطاع أن يبني هذه الدولة برغم تلك الظروف و تتابع أبناؤه من بعده على حكمها, كل يضيف لها بعداً جديداً و عمقاً و ثباتاً, و اليوم نحن في عهد الملك الإنسان عبد الله بن عبد العزيز الذي قفز بالدولة قفزة نوعية على كافة الأصعدة وفي كل الميادين و أصبحنا نرى صورة السعودية الحديثة و هي تتشكل و تتبلور و تقترب كل يوم من أحلامنا و خيالاتنا. التحديات ما زالت كبيرة, و الطريق ما زال طويلاً, فالترقي ليس له حد, و الطموح ليس له سقف, لكن التحديات باقية معهما, إذ كيف يمكن أن تجمع السعودية بين الأصالة والمعاصرة؟ كيف يمكن أن نبقي النهج الإسلامي المعتدل جنباً لجنب مع متطلبات العصر و ضرورات الانتماء للحضارة والمدنية والمجتمع العالمي؟ كيف يمكن الانتقال بمجتمع محافظ بحيث يرى بعينيه أن المحافظة أحياناً قد تبالغ في محافظتها و أن كثيراً مما كان يخافه المحافظ لم يكن شراً, بل كان خيراً؟ المشهد اليوم هو لرجال يقفون على جبل يستشرفون المستقبل, و مستقبل السعودية يكمن في مزيد من التركيز على الصناعة التي تغني عن الآخر أو على الأقل تقلل من الاعتماد عليه وتخفف حدة الاستهلاك المعتمد على الخارج, أحلم بمدن صناعية كبيرة يملؤها الشباب الذين تعمل سواعدهم في كل شيء و لا تستنكف من العمل, بعد أن ترسخت في أرواحهم قيم العمل, المصانع لا تكون مصانع حقيقية حتى تكتظ بالرجال العاملين الذين لا يغادرون المصنع إلا عندما تدوي صفارة نهاية اليوم العملي, هذا هو الاستثمار الحقيقي الذي يسعى له كل وطني حر حقيقي, الاستثمار في الإنسان, الاستثمار في ابن الوطن , فهذا الاستثمار هو الثروة الحقيقية الباقية لهذا الوطن الذي يبادلنا حباً بحب, و لا بد أن نعلم الأجيال قيمة العمل في المصنع و أن نشجع هذه المهنة بالدعم المادي و المعنوي, الابتعاث يمكن أن يقوم بدور مهم هنا, لا أقلل من أهمية الدراسات النظرية, غير أني أرى أن الابتعاث لتعلم الصناعة و العودة بفنيين يحملون الشهادات العليا في هذا الحقل لا تقل أهمية, برغم أن الابتعاث لم يغفل عن هذا, إلا أنه ليس بالدرجة المطلوبة, مثل هؤلاء يمكن أن يكونوا اللبنة الأساسية للسعودية الصناعية و التي تسد حاجتها و تنافس في شتى ميادين الصناعة المعروفة, هناك طموحات عظيمة وهناك أمل كبير بالمستقبل و بالقيادة التي تتلمس احتياجات الوطن و لا نملك في مثل هذا اليوم إلا أن نهنئ والدنا الحكيم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز و ولي عهده و كافة أفراد الشعب السعودي الكريم و أن نسأل الله أن يديم عز هذا الوطن. 1 : عدد التعليقات
الرابط
أنت العيدالمصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
495368النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
3281الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
التنمية الاقتصاديةالسعودية - الاحوال السياسية
اليوم الوطني
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - التهاني
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
المؤلف
خالد الغناميتاريخ النشر
20090923الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية