الملك عبدالله .. القول الصريح في تطبيق النهج الصحيح

Abstract

الملك عبد الله ... القول الصريح في تطبيق النهج الصحيح د. عدنان بن عبد الله الشيحة - 14/03/1428هـ aashiha@psu.edu.sa في القمة العربية في الرياض لم يكن يتوقع من الملك عبد الله بن عبد العزيز إلا أن يكون صادقا مع نفسه ومع إخوانه من القادة العرب ومع أبناء الأمة العربية. فالملك عبد الله شخصية قيادية تستحق التوقف عندها طويلا لما تحمله من معان إنسانية وعقلية مستنيرة ومنهج عملي (برقماتي) وخلق كريم ونظرة فاحصة للأمور بشكل يخلو من التعقيد والتلاعب بالألفاظ وتنميق الخطب. إنه يذكرنا بالوالد القائد موحد هذا الكيان الشامخ المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز (يرحمه الله) في منطقه وتعامله مع الأمور المستجدة وفي وضوح الرؤية وتحديد الهدف والتركيز في التفكير وحرصه على الالتزام بمبادئ الشرع الحنيف ثقافة وإطارا عاما يحكم السلوك وأساسا للتعامل مع الآخرين. والخبير في الشأن السعودي يعلم أن هذه المدرسة ـ مدرسة عبد العزيز ـ هي نهج وأسلوب أبنائه من بعده، ترتكز على احترام الناس وتقديرهم ووضع الأمور في نصابها من غير حيف أو ميل والعمل على إحقاق الحق وتطبيق العدل والحكم بما أنزل الله ليستقيم لهم الأمر وتسمع لهم الرعية طواعية دون إجبار أو تخويف أو تسلط جائر. ومن هنا كانت كلمة الملك عبد الله للقمة بل للأمة صادقة واضحة صريحة في إعلانه أن الجامعة العربية لم تقدم شيئا يذكر خلال الستين عاما منذ إنشائها في عام 1945م. وهو بحديثه هذا لا يقصد التجريح أو جلد الذات أو تثبيط الهمم وإنما هي الحكمة في تناول القضايا ومعالجة المشاكل. فإن أولى خطوات معالجة المشكلة الاعتراف بأن هناك مشكلة وإدراك جوانبها وطبيعتها ومسبباتها بوعي كامل. لم يكن ليجرؤ أحد على الحديث عن فشل الجامعة العربية لأن هناك تفكير جماعي ونمط تفكير بال يسيطر على الجميع في أن ذلك من المقدسات والثوابت وإلا اتهم في وطنيته. لقد مضى ردح من الزمان كان فيه الحديث عن الوحدة العربية شكليا ضربا من ضروب الخيال وشعارات فضفاضة يختبئ خلفها الجميع وكأنما هي اختزال للوطنية والقومية الزائفة. لقد احتاج الوضع العربي إلى رجل شجاع لا يخاف في الله لومة لائم في أن يقف أمام الملأ ويعلنها مدوية في أنه كفانا ما مضى من إخفاقات وحان وقت العمل الجاد الذي يوصلنا إلى أهداف ومصالح الأمة العليا وليس التقوقع القطري والمصالح الضيقة وكأنما كل قوم بما لديهم فرحون فتتناثر الأمة....