خادم الحرمين يحصن الوحدة بضبط ميزان القيم
التاريخ
2009-09-24التاريخ الهجرى
14301005المؤلف
الخلاصة
دأبت هذه البلاد منذ عهد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - على الالتزام بمبادئها نصاً وروحاً في كافة سياساتها الدولية والإقليمية والمحلية، وفي كافة علاقاتها على مختلف المستويات، وقد تجلى ذلك في مواقفها الثابتة والأصيلة من قضايا الأمة، وهي المواقف التي ظلت عصية على المزايدة أو المساومة، حتى أدرك العدو قبل الصديق أن هنالك وجهاً واحداً للتعامل مع هذا الوطن بثقله الإسلامي والعربي والسياسي والاقتصادي، ما حقق للمملكة هذه الموقعية الدولية القائمة على الاحترام. ورغم كل ما في عالم السياسة من المخاتلات والتبدلات والاصطفافات وفقا لحساب المصالح المتغيرة.. فقد ظل ثبات المملكة شاطئاً مستقلاً لرسوّ كل السفن العائدة من لجج المناكفات السياسية للبحث عن الحق. في قمة الكويت، وفي ظل احتدام القتل الذي كانت تمارسه قوى العدوان الإسرائيلي على مواطني غزة آنذاك، وفي ظل الصراعات والخلافات العربية، وقف الزعيم والفارس العربي الكبير عبدالله بن عبد العزيز بفروسيته المعروفة مستنهضا كل مبادىء النبل التي تعلمها في مدرسة عبدالعزيز، ليطهر سماء السياسة العربية الملبدة بعواصف الخلافات، وليسمو فوق كل الصغائر، ويفتح باب المصالحة على مصراعيه، متجاوزا بأخلاق الفرسان كل الضغائن والمناكفات التي مهدت الطريق أمام العدوان للنيل من الأمة بشرذمتها وتمزقها، وليعيد للجسد العربي لحمته في مواجهة الحرب الشرسة التي شنتها إسرائيل على الأخوة الفلسطينيين. حينها لم يطرح الملك عبدالله شعارا خطابيا للاستهلاك الإعلامي، وإنما مدّ يده للجميع بعد أن طوى صفحة الخلافات حتى مع من أساء إليه وإلى وطنه، لأنه أدرك أن الجرح المفتوح أكبر من كل الآلام ، وأن الموقف لا يحتمل إلا جرّ السياسة إلى أحضان الأخلاق، بدلا من محاولة جرّ الأخلاق إلى أحضان السياسة، ليجبر الجميع إلى أن يتنكروا لذواتهم مثلما فعل، وينحازوا لقضية الأمة ودماء أطفالها ونسائها وشيوخها المراقة على ضفاف المتوسط. استقبال القيم هذا هو عبدالله بن عبدالعزيز .. الرجل الذي لا يحكم الأخلاق والمواقف بالسياسة، وإنما يحكم السياسة بالأخلاق والمواقف التي تستند على المبادئ الإنسانية والقيم الأصيلة، ولأنها جزء من أدبياته التي يمارس بها مهامه اليومية، فقد أخذ على عاتقه مسئولية إعادة ضبط موازين القيم، لترقية المُثل إلى موقعها الطبيعي على حساب لغة المصالح الآنية. وفي مثال حي،....
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
498800النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
15067المؤلف
فهد السلمانتاريخ النشر
20090924الدول - الاماكن
السعوديةفلسطين
الرياض - السعودية
غزة - فلسطين