بايعناه قبل أربع سنوات وفعل فماذا فعلنا...؟

Abstract

بايعناه قبل أربع سنوات وفعل فماذا فعلنا...؟ عبد الرحمن الوابلي مرت أربع سنوات على بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وكأنها قياساً بالإنجازات التي حققها وطننا في ظل إصلاحاته أربعة عقود. فنحن نشعر بأننا نعيش في مناخ غير الذي اعتدنا عليه في عالمنا العربي، حيث اعتدنا بأن التطور يأتي بطيئاً جداً، لدرجة عدم التصديق بأن هنالك تطوراً يحدث أو حتى قد يحدث. وأربع سنوات في عمر الأمم لا شيء يذكر أو يعتد به. ولكن عندما نتحدث عن رسم الخطط التنموية الطموحة واضحة المعالم والإصلاحات الجريئة وانفراج المزاج العام وبث الأمل وتهيؤ الطاقات واستعدادها للانطلاق، فأربع سنوات تعتبر زمنا قياسيا عليها. وهذا ما حدث بالتحديد في السنوات الأربع الماضية من عهد خادم الحرمين. لقد بايعنا قبل أربع سنوات رجلا كريما، ابن رجل كريم وأم كريمة، أخ لكرام وكريمات وسليل أسرة كريمة. لقد بايعته قلوبنا قبل الأكف، وأصبح كل قلب من قلوبنا عرشاً له، فصار كل قلب من قلوبنا محل رعايته وعنايته. فهل يستطيع صنع المعجزات غير القلوب المتلاحمة؟عندما تذرف دموع إنسان عادي يواجه ظروفاً غير عادية أمامنا فيمكن تفسيرها بخوفه أو رجائه أو أو... ولكن عندما تذرف دموع ملك أمامنا ويمسحها بطرف غترته، مثلما نفعل، فما يضطر ملك لفعل ذلك غير قلب لا يملك إلا الرحمة والصدق والتفاعل الإنساني الصادق بما يشاهده وما يسمعه. وعلى هذا الأساس الصادق المتين اتحدت قلوبنا كعاديين مع قلب ملك غير عادي؛ فأصبحت قلباً واحداً يهادي من يهادي ويعادي من يعادي. وعليه فعندما أطلق عليه المواطنون صغيرهم وكبيرهم بملك القلوب، كانوا يعنون ما يقولون، حيث هو ملك القلوب قبل العقول. وعادة لا يخيب ظن المواطن بقياداته، خاصة كون الحب هو معادلة صعبة لا يمكن وصفها أو تبريرها، وهذا قد يكون راجعاً لقول الأثر الشهير من أحبه الله نشر الله حبه بين الناس.ملك لا يجيد الخطب الرنانة ولا الاستعراضات البطولية، ليقال عنه بأنه قائد مهيب وذو كاريزما عالية ويخافه القوي والضعيف، وهذا ليس بسبب عدم قدرته على صنع هذه المكاييج وذر المساحيق. فقادة أقل منه مقاماً وذكاء وعزة وشرفاً وثروة وبمراحل، فعلوا مثل ذلك وأكثر وتحولوا من أقزام لنمور من ورق. فالمعدن الأصلي الثمين لا يحتاج لطلاء وتلميع. فملك ملك القلوب بفضل ومنة من الله، ليس بحاجة لفضل أو منة من خلقه. ملك آمن....