بوركت يا خادم الحرمين

Abstract

الاثنين, 16 فبراير 2009أ. د. سالم بن أحمد سحابموسيقى عصرية جديدة، بل هو لحن رائع وأنشودة حالمة في عالم الإصلاح الجديد الذي ينتهجه خادم الحرمين الشريفين. هي خطوة كبرى نحو الأمام بلا ريب، بل هي قفزة هائلة جداً لا يقدر عليها إلاّ أولو العزم من الملوك والقادة وأصحاب القرار.حتماً ليس التغيير صورياً ولا شكلياً، بل هو جوهري في مضمونه أصيل في عمقه. قرارات تاريخية مسّت أهم السلطات القضائية التي تقوم عليها حياة الناس، كما مست أكثر الوزارات التصاقاً بحياة الناس من تعليم وصحة وعدل.وإذا أردنا في المملكة أن نعيش عصرنا بواقعية وبعالمية أيضاً، فلا بد لنا من الاحتكام إلى منطق التغيير إلى الأفضل باستمرار لا أن نركن إلى القديم بوصفه الأفضل من قبل ومن بعد. ومع أن الكثيرين منا كان يتعجل صدور هذه التغييرات ظناً منا بأن موعدها بعيد، إلاّ أن من الواضح أنها كانت تُطبخ على نار هادئة وبعناية خاصة، فعسى أن تكون بإذن الله فتحاً في مسيرة الإصلاح الطويلة الشاقة.لقد عاش الجهاز القضائي بفروعه وصوره المختلفة مرحلة تغيير على الورق حتى جاء السبت الماضي لتتحول النظرية إلى ممارسة. والكلمة إلى فعل، ولترى القرارات السابقة طريقها نحو التطبيق. عليه فالأمانة الموكلة إلى أصحابها الجدد عظيمة وهائلة وصعبة، وهم بإذن الله أهل لها. إنه تكليف ثقيل وتشريف عظيم إن تم أداؤه على النحو الذي يرضي ربنا ثم ولي أمرنا والمواطنين من بعدهم.هذه النقلة الجوهرية في الأنظمة القضائية وهياكلها الإدارية وتشكيلاتها المتنوعة لا بد أن يصاحبها نقلة في التفكير وقفزة في الآليات ورغبة هائلة في التنفيذ من منطلق أن بالإمكان أحسن مما كان، وهذا هو (العشم) من الفرسان الجدد، أعانهم الله وكتب لهم التوفيق والسداد.وهيئة كبار العلماء طُعّمت بمدارس مختلفة وبدماء جديدة وبطرائق مختلفة في التفكير والإفتاء والمعالجة، لتكون فعلاً هيئة لجميع المدارس الفقهية ولتراعي حالات الجمهور المختلفة وخلفيات الناس الثقافية والاجتماعية المتفاوتة زماناً ومكاناً.بوركت يا خادم الحرمين، وسدد الله خطاك، ويسر لك كل عسير لتكون دوماً بطل الإصلاح الأول وفارسه العتيد.Salem_sahab@hotmail.com