المليك وولي العهد والحفاظ على مصالح الأجيال

Abstract

الملـيـــك وولـــي العهــــد والحفاظ على مصالح الأجيال التحدي الأخطر الذي تواجهه أمتنا بشكل عام، ليس في التعامل مع مصادر الثروة الطبيعية، ولكن في كيفية استغلالها لتكون بنية تـحتية لما يليها من عمليات لاحقة ترتبط بها، بما ينعكس على الواقع العربي بشكل عام، اقتصاديا وصناعياً واجتماعياً. من هنا، تأتي الرعاية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين ـ وبحضور سمو ولي العهد ـ للمؤتمر العربي التاسع للثروة المعدنية والذي عقد أمس بجدة،لتؤكد عمق النظرة الاستراتيجية السعودية طويلة المدى لكيفية التعامل مع مصدر حيوي، يمكن من خلاله إرساء مفهوم جديد للشراكة الاقتصادية في عالمنا العربي، وما يعنيه من إعادة رسم سياسات الاستثمار التي تؤدي في النهاية لحل واحدة من أعقد الأزمات المعاصرة، وهي قضية توفير فرص العمل للمواطنين والحد من ظاهرة البطالة، وتشجيع ظهور قطاع تعديني ناجح في العالم العربي. الرؤية السعودية تقوم على فكرة أن مصادر الثروة مؤقتة، وما لم يتم ترشيدها واستثمارها لإنتاج مصادر بديلة، فإن أجيالنا ستدفع الثمن في المستقبل، وهذا ما سبق لخادم الحرمين الشريفين التنبيه عليه في مناسبات سابقة، والدعوة للتفكير الترشيدي الذي يحافظ على حقوق هذه الأجيال. الحضور السعودي والرعاية الكبيرة بمثل هذا المستوى الرفيع وأمام أكثر من 1000 خبير عربي وأجنبي، يعنيان حقيقة مهمة، وهي أن هذه البلاد ليست مجرد أكبر منتج نفطي فقط، إنما هي أكبر داعٍ للتفكير العلمي، والتعاون العربي/ العربي والعربي/ الدولي لتبادل الخبرات وفتح الأبواب أمام المستقبل كما هو الحاضر باستمرار. (مراقب)