العقار يستعيد نشاطه وفعاليته

Abstract

أحيا الانتعاش القوي الذي يعيشه الاقتصاد الوطني في ظل العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الأمل والثقة لدى العقاريين بالسوق والمستثمرين، وشجعت هؤلاء على ضخ السيولة من جديد للقطاع بعد أن شهد بوجه عام عزوفاً من جانبهم. يذكر ان المستثمرين والمطلعين على أوضاع القطاع لاحظوا أنه شهد خلال الفترة القليلة الماضية بالفعل قفزة كبيرة مستفيداً من الدعم الكبير للدولة المتمثل في دعم صندوق التنمية العقارية وتوفير التسهيلات المختلفة للمستثمرين بالاضافة إلى ايجاد التنظيمات الجديدة لقطاع العقار التي ترعاها وتشرف عليها هيئة سوق المال التي توفر غطاء نظامياً وقانونياً لمختلف أعمال وأنشطة العقار التي لم تكن موجودة بشكل واضح في فترة سابقة الأمر الذي أعطى بعض الدخلاء فرصا للتلاعب عبر الولوج من ثغرات في بعض الأنظمة والقوانين، الذى ساهم في ايجاد الكثير من المشكلات التي أثرت في قطاع العقار ودفعت نحو ركوده، مثل مشكلة المساهمات المتعثرة التي كان لها اثر سلبي على مصداقية السوق، وبالتالى فقدان الثقة في السوق العقاري، وبعد دراسات قامت بها وزارة التجارة والصناعة حول ايجاد تنظيم للمساهمات العقارية وحفظ حقوق المساهمين، تم تشكيل فريق عمل من مجلس الغرف السعودية لاعداد الضوابط التي تنظم عملية طرح المساهمات بما يحقق المكاسب لقطاع العقارات وعبر صناديق استثمارية نأمل أن يتم تنشيطها بما يؤدى إلى تنشيط حركة طرح المساهمات، وبالتالي تحريك السيولة وحركة مختلف القطاعات المرتبطة بقطاع العقار مثل النقل والبنوك ومكاتب الاستشارات العقارية والمالية ومكاتب الوساطة والتأمين والمقاولات والتجارة والانشاءات وغيرها، كما نأمل تفعيل نظام الرهن العقاري والنظر بسرعة في ازالة المعوقات التقنية في تطبيقه بالشكل المناسب وهو النظام الأكثر أهمية في تنشيط التعامل، واعادة الثقة لقطاع العقار. ان نجاح قطاع العقار في استعادة النشاط والفاعلية يرتبط أساساً بوجود رجال عقار عريقين عملوا على مدى سنوات طويلة بالنزاهة ولذلك فإن قطاع العقار في المملكة هو أصل ثابت وقطاع رئيس، عاصر بداية انطلاق النهضة لهذه البلاد بعد عهد التوحد، ومما يسعد الانسان حقيقة هو تطور الوعي لدى المستثمرين والمتعاملين في قطاع العقار والمواطنين، وصار للاستشارات العقارية والاستئناس بآراء الخبراء، ويخطط المستعثمرون للمستقبل بما يحقق الاستفادة من الطلب المتزايد على العقار خاصة السكني الذي من المتوقع أن يزيد الطلب عليه بشكل كبير، ويوجد تنافس كبير بين المستثمرين كتقديم أفضل المنتجات العقارية، وان تسويق العقار المعمول به لدى معظم المستثمرين، يعتمد أحدث المناهج والدراسات العلمية والعملية التي تلم بجميع جوانب السوق، كما تدرس بشكل جدى رغبات المستثمرين الكبار والصغار والمستهلكين النهائية للعقار، واتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تنافساً كبيراً بين المستثمرين لتقديم أفضل المنتجات العقارية والاستفادة من جميع معطيات السوق، ومنها استثمار العقاريين بشكل كبير في اقامة المنشآت السياحية كالفنادق والمنتجعات ومدن الألعاب الترفيهية وغيرها استجابة لتوجهات السوق بعد دعوة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية المستثمرين إلى الاستثمار في انشاء الفنادق وهو ما يعني اهتمام الدولة بتطوير المنشآت السياحية، ذات الصفة العقارية وهو ما يعرف بالعقار السياحي، وما يصاحب ذلك من اهتمام بتوفير كافة التسهيلات التي تساعد المستثمرين في هذا التوجه الذي يتطلب رؤوس أموال ضخمة، وفي جميع الأحوال فإننا متفائلون بمستقبل العقار بكافة منتجاته وفروعه والذي سيبدأ اعتباراً من بعد عيد الفطر المبارك.