الرياض .. تدشين المستقبل

Abstract

المقال الرياض.. تدشين المستقبل د. سليمان بن عبدالله الرويشد ربما كان عفوياً اختيار مركز الملك فهد الثقافي من بين عدة خيارات متاحة لاقامة حفل تدشين ووضع حجر الاساس لاكثر من 1800مشروع تعاضدت الدولة مع القطاع الخاص لاعتماد 120مليار ريال لتنفيذها في منطقة الرياض، لكن في اعتقادي ان الخيار كان موفقاً الى درجة كبيرة لما له من رمزية ودلالة ومعان معبرة، فهذا المعلم الذي احتضن المناسبة مقام على ضفاف وادي حنيفة منشأ التنمية الاجتماعية والاقتصادية في ابرز حواضر منطقة الرياض بل والمملكة كافة وهو متوج باسم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله رائد التنمية الحديثة للمملكة الذي يقطف الجيل الحالي ثمار عطاءاتها والتي تمثل هذه المنشأة الثقافية واحة منها لذا برز هذا المركز منافساً للخيارات الاخرى في كفاءة استعداده للتشرف باقامة هذا الحفل في جنباته ليشهد معالم المستقبل الذي يصنعه عبدالله بن عبدالعزيز بعد ان كان هذا المركز في مرحلة سابقة من مراحل التنمية احد عناصر المستقبل الذي نعيشه في الوقت الحاضر، ولكي يتسنى له كذلك ممارسة دوره في اسمى معانيه وهو بث ثقافة التنمية والبناء والاعمار للانسان والمكان بين افراد المجتمع وفئاته والدعوة لمشاركة الجميع في هذه المسؤولية، واشاعة روح التفاؤل بالقادم من الايام، في مناخ ابى البعض الا ان يسمم اجواءها بادخنة الهدم والتدمير التي نسأل المولى القدير ان تنقشع غمامتها. ان ما يميز المشروعات التي احتفت بها منطقة الرياض نتيجة امتداد في الدولة لها بالعطاء والبناء مع بقية مناطق المملكة الاخرى هو هيمنة مشروعات التنمية الاقتصادية التي تقود القيام بتنفيذها مؤسسات الاستثمار الحكومية تشاركها في ذلك مؤسسات القطاع الخاص بحيث تمثل حوالي 40% من جملة المشروعات التي تم تدشينها، تلتها مشروعات البنى الاساسية بنسبة 37% ثم مشروعات التعليم بنسبة 15% ثم مشاريع الخدمات العامة بنسبة 4% ثم مشروعات الخدمات الصحية ومشروعات الطرق بنسبة 2% لكل منهما، الا ان مما يزال مستحقاً التوقف عنده هما امران اساسيان، الاول هو عدم مواكبة استثمارات القطاع الخاص مع ما تنفقه الدولة من مصروفات على مشروعات التنمية، حيث يلاحظ ان كل ثلاثة ريالات انفقتها الدولة في المشروعات كان يقابلها ريال واحد انفقه القطاع الخاص، اما الامر الاساسي الثاني فهو توجه معظم استثمارات القطاع الخاص نحو المشروعات التي تتطلب كثافة في رأس المال دون المشروعات التي تتطلب كثافة في الايدي العاملة التي تتطلبها المرحلة الحالية من مراحل التنمية بتوفير فرص عمل اكبر للمواطنين بعد تأهيلهم لتولي ما يسند اليهم من وظائف في ذلك النوع من المشروعات حيث ان ذلك مما يرفع من مستوى الدخل والقدرة الشرائية للمواطنين وبالتالي اشاعة التنمية الاقتصادية لكافة القطاعات بما في ذلك التي تندرج تحتها تلك المشروعات. اننا ومع كل مناسبة للخير نتوجه للمولى عز وجل بالشكر على ما حبانا من نعم، ونسأله ان تعم خيرات هذه المشروعات كافة ارجاء الوطن. @اكاديمي وباحث في اقتصاديات ا لتنمية الحضرية