مؤتمر الحوار الإسلامي أهداف ورسائل
التاريخ
2008-06-13التاريخ الهجرى
14290609المؤلف
الخلاصة
تضمن مؤتمر الحوار الإسلامي الذي انعقد مؤخرا بالقرب من البقاع المقدسة الطاهرة العديد من الأهداف والغايات الكبرى التي سعى وعمل على تحقيقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز شخصيا منذ أن كان وليا للعهد ولايزال من خلال مبادراته الكثيرة وقراراته المتعددة المضامين والاتجاهات سواء الصادر منها باتجاه الداخل أو الخارج . وأبرز هذه الغايات التي سعى إلى تكريسها وترسيخها هدف الوحدة الوطنية والتلاحم والتعايش ما بين الأطياف المختلفة في مجتمعنا من خلال الحوار الذي دعا إليه وأسسه منذ سنوات عديدة وتحول فيما بعد إلى مركز دائم للحوار الوطني تجري فيه اللقاءات والحوارات بشكل دوري ومنتظم بين رموز الفئات والتيارات الاجتماعية والفكرية المتنوعة وشخصياتها البارزة ، تحقق فيه جزء مهم من هذا الهدف عبر معرفة واطلاع كل فئة على أفكار وتوجهات الفئات الأخرى وزوال العديد من المفاهيم المشوهة والمغلوطة في أذهان هؤلاء المتحاورين عن بعضهم البعض وما يمثلونه من بعد اجتماعي فكري أو مذهبي ما . وبذلك تتحقق غاية تقوية الجبهة الداخلية لكي تكون منطلقا وقاعدة صلبة لأي اتساع وتطوير لدائرة الحوار . وهذا هو بالضبط ما تم وحصل حيث يأتي هذا المؤتمر الإسلامي الأخير لكي يشكل قفزة كبيرة في مسيرة الحوار لكي تشمل المذاهب والطوائف المختلفة القائمة والمنتشرة في طول العالم الإسلامي وعرضه وتتحقق من خلالها الاتفاق على الثوابت الدينية الأساسية والقواسم الإسلامية المشتركة مع التسليم بوجود الفوارق والاختلافات الفقهية والعقائدية في الفروع والجزئيات والاتفاق كذلك على الحؤول دون تحول هذه الاختلافات المذهبية الفرعية إلى نزاعات وحروب طاحنة داخلية دائمة بل تحقيق الحد الأدنى المطلوب من روح التضامن والتعايش الإسلاميين . وبهذه الوحدة والاتفاق يكون المؤتمر خطوة أساسية واستراتيجية ومقدمة للحوار الأشمل والأوسع القادم الذي سيجمع أتباع الديانات والحضارات الأخرى الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين أيضا ، فمن دون ذلك لا يمكن للطرف الإسلامي الحديث بصوت واحد أمام الآخرين فيه بل سيظهر فيه فرقتهم وتنازعهم ومن بعد ذلك ضعفهم وتصدع جبهتهم الداخلية ! . ومن الأهداف المهمة الأخرى التي يتوخاها هذا المؤتمر هو القضاء على كل التداعيات السلبية والخطيرة الناجمة من تلك الأحداث الطائفية المؤلمة التي عاشتها أمتنا الإسلامية خلال الخمس سنوات الأخيرة بالخصوص ما شهدته الساحة العراقية وما كاد أن يحصل في مناطق أخرى لولا لطف الله وتدخل القادة العرب على خط الأزمة . فجاء المؤتمر لكي يعيد الأمور إلى نصابها ويرجع الوضع الإسلامي الوحدوي إلى ما كان عليه قدر الإمكان . رسائل متعددة كما يحمل المؤتمر من خلال انعقاده وفي هذا الوقت بالتحديد رسائل متعددة للداخل والخارج , فهو رسالة قوية إلى كل من تسول له نفسه إلى إثارة الفرقة والخلاف المذهبي وتمزيق اللحمة والتعايش الوطني في بلادنا أو التعايش الديني في أي مكان من العالم الإسلامي . وقد كان فعلا ردا قويا وصريحا على بعض الدعوات التي حملت في طياتها هذه الروح التمزيقية في الصف الإسلامي التي صدرت مؤخرا على شكل بيان حمل تواقيع لأناس لا يمثلون إلا توجهاتهم وأفكارهم وآراءهم الشخصية ولا يمكنهم الادعاء بتمثيلهم لرأي السواد الأعظم من أبناء مجتمعنا أو رأي حكومته وقيادته ! . كما أنه مثل رسالة قوية إلى بعض القوى الدولية المهيمنة وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية منها حينما دعا رئيسها صراحة في زيارتيه الأخيرتين للمنطقة إلى عزل دولة إيران الجارة المسلمة الكبرى واتهمها بأنها وراء المصائب كلها في منطقتنا هذه مع حرصه في الوقت نفسه على تبرئة إسرائيل من أي ذنب في ذلك ! , فكانت دعوة خادم الحرمين الشريفين الشخصية للشيخ رفسنجاني رئيس تشخيص مصلحة النظام في إيران لحضور المؤتمر وتمثيل بلاده رسميا فيه واستجابة وحضور الأخير فيه على رأس وفد كبير فيه ضم قرابة الثمانين فردا لهو تأكيد على تمايز الرؤية والقرار السعوديين عن المفهوم الأمريكي للوضع السائد في المنطقة ولطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي. Hasan-bu50@hotmail.com
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
503543النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12782المؤلف
حسن بن عبدالهادي بوخمسينتاريخ النشر
20080613الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
العالم الاسلامي
الرياض - السعودية