المزايدة على الدين

Abstract

قبل سنوات وبعد صلاة الفجر من كل يوم كان يجلس الحافظ لكتاب الله والمعلم في كتاتيب الرياض الشيخ صالح بن مصيبيح يراجع ما حفظه في مسجد بن قباع في حي دخنة في الرياض وحوله ابناؤه وابناء الحي من عوائل مدينة الرياض.. يشجعهم على العلم ويستمع الى تساؤلاتهم ويوقظ من ينام منهم حتى تشرق الشمس ثم يذهبون للافطار ثم بعد ذلك الى مدارسهم حسب مراحلهم التعليمية او الى المعاهد العلمية الدينية القريبة من الحي وهي معهد الرياض العلمي ومعهد امام الدعوة. الجميع في حب وتآلف يؤدون الفروض الخمسة ويتطلعون الى المستقبل.. خرج منهم اللواء ورجل الاعمال ومدير الجامعة ووكيل الوزارة وخطيب الجامع والاعلامي وغيرهم من اصحاب المهن المتعددة في مجتمع تسوده المحبة والرضا والقناعة وطاعة الله سبحانه وتعالى ورسوله ثم ولاة الامر من ابناء الاسرة المالكة الكريمة يجمعهم حب الوطن للمملكة العربية السعودية بكل نقاء وصفاء واريحية.. وفي تلك الايام كان يزور المملكة رؤساء الدول وزعماؤهم ونخرج كطلبة مصطفين نرحب بالملك فيصل والملك خالد وضيوفهما خلال مراحل التعليم العام ثم نعود لمواصلة تعليمنا مع تطلع وشوق عارم لخدمة بلادنا في المستقبل. اول شيء نبدأ به صباحنا بعد ان نشكر خالقنا على نعمة الامن والامان وصلاة الفجر هو تحية علم المملكة وترديد النشيد الوطني الذي جمع هذه البلاد من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها في جو يسوده التسامح والود والانسجام. كانت المساجد تنمو وتزداد مع رفض كل المظاهر المخالفة للدين الحنيف ولكن مع صفاء عقيدة وحسن نية وبعيداً عن الاتهامات وتصيد الاخطاء وتصنيف البشر. كبرت المدينة وتضخمت وازداد عدد السكان وكثر الطامحون للسلطة والنفوذ وسيطرت شياطينهم عليهم وولاءاتهم لحركات خارج البلاد من اجل الظفر بهذه البلاد المتطلعة للمستقبل.. الغنية بتروليا الداعمة للعقيدة الاسلامية الصافية.. القائمة على العهد الذي قام بين الامام المؤسس والشيخ المجدد رحمهما الله. واصلت الدولة نصرتها للدين.. وشهد الحرمان الشريفان اعظم توسعة في التاريخ وتوسعت المشاعر المقدسة حتى انعكس على سهولة الرسالة لغير المسلمين الذين ازداد دخولهم للاسلام واصبحت الشعائر الاسلامية تؤدى في جميع انحاء المعمورة، وكانت هذه البلاد الطاهرة هي الناصر والداعم بعد الله لنشر الاسلام عبر المراكز والمساجد الاسلامية التي اقامتها وطباعة المصحف الشريف بكل اللغات......