خالد الفيصل والعالم الأول

Abstract

خالد الفيصل والعالم الأول أميرة كشغري رؤية المسؤول الأول في منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وهي في نظري رؤية مثقف قبل أن تكون رؤية أمير منطقة، حول مشروع التنمية الوطني والتي قدمها سموه في مقالة نشرت يوم الثلاثاء 3 شوال في الوطن تستحق منا جميعاً وقفة صادقة وجريئة، لا للتهليل والتصفيق، بل للنقاش المستفيض وطرح مزيد من الأسئلة والرؤى من أجل الوصول إلى مشروع عمل قادر على نقل هذه الرؤية إلى حيز العمل والتنفيذ. فالبدايات مهما صغرت هي دائماً ما يحدد وجهة البوصلة. رؤية خالد الفيصل التي أثارت الأسئلة الصعبة في مسيرة الانطلاق والانتقال (أو هو بالأصح تحول) إلى العالم الأول، والذي أصبح على أرضنا كما يقول الأمير في مقاله، هي بداية الحلم. والحلم ليس إلا رؤية تتحول إلى أهداف تساندها خطط عمل وآليات صحيحة تسهم في تنفيذ المشاريع الكبرى القادرة على تجسيد هذه الرؤية لتصبح واقعاً معاشاً في المجتمع بجميع مؤسساته وإداراته. كما وتبلور الوعي الذاتي بمن نكون وماذا نحن فاعلون. وضمن رؤية خالد الفيصل حول المشروع التنموي للوطن، برزت أسئلة الأسوار كما أسماها شاكر النابلسي في مقاله يوم السبت 7 شوال في هذه الصحيفة، ولماذا تنحصر المشاريع الوطنية الناجحة ضمن أسوار خارج المجتمع. وحول هذه الرؤية أيضاً أثار الدكتور سليمان الهتلان على هذه الصحيفة يوم الأربعاء 4 شوال أسئلة المستقبل الذي نتطلع إليه، ولماذا نظل نرزح تحت قيم وضعية وسلوكيات لا تؤدي إلى البناء المتميز وما الذي يمنع من أن نستثمر كل الإمكانيات البشرية الرائدة والثروة الضخمة ببناء وطن يتماشى طموحه مع طموح أبنائه المتنورين والقادرين على التميز والإبداع وتقديم مستويات عالية في مختلف المجالات؟إن الانتقال (أو التحول) إلى العالم الأول يتطلب، فيما يتطلب، التقدم في مسارين متوازيين. المسار الأول يتمثل في الجانب المادي المحسوس، وهو ذو شقين: شق هيكلي يشمل الارتقاء بالبنية التحتية التي يحتاجها ويتطلبها الفرد في حياته اليومية بما في ذلك الخدمات الحياتية ومواصفات ومقاييس تلك الخدمات. والشق الثاني لهذا المسار هو الجانب التنظيمي والإداري للبنى التحتية بما في ذلك سبل إدارتها وصيانتها وتقديمها للمواطن. أما المسار الثاني، والذي لا يقل أهمية، فهو المسار الفكري الذي يعمل على خلق ذهنية متوثبة دوماً نحو الإبداع والتطوير. إذ إن ما يميز العالم الأول....