الإفصاح.. حتى لا يجرفنا السيل!

Abstract

الإفصاح.. حتى لا يجرفنا السيل! محمد المختار الفال يكاد الوطن كله يتطلع – بلهفة وترقب – إلى نتائج تقصي الحقائق في كارثة الأربعاء الأسود في محافظة جدة .. ويخالط هذه اللهفة والترقب التوجس وتتبع التفاصيل خوفا على الهدف النبيل الذي تكونت من أجله اللجنة. وهذا الاهتمام مستحق للموقف التاريخي غير المسبوق من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله تجاه الكارثة واللغة الحازمة الصارمة التي صدر بها التوجيه الكريم. ويزيد من تعلق الناس بنتائج التحقيق، الثقة الكبيرة في لجنة بهذا المستوى وتحت رئاسة الأمير خالد الفيصل رجل الإنجاز والتطلعات والتجارب والإدارة الناجحة.ويعتقد الكثيرون من أبناء الوطن أن اللجنة مؤهلة وجديرة بالتوصل إلى نتائج تاريخية تضع هذه المدينة على الطريق الصحيح وتنقلها من مرحلة تاريخية عانت منها إلى أخرى تزيل عنها الظلم وتمنحها الحضور اللائق بتاريخها وتأثيرها على الحياة الاقتصادية والثقافية .. ورغم تخوف الناس من تاريخ اللجان وثقافتها العريقة في تمييع القضايا وقتلها وتبريد حرارتها في ثلاجات التسويف ودهاليز البيروقراطية ومسارب الأعذار إلا أن الأمل معقود على هذه اللجنة التاريخية ليس فقط لإظهار الحقائق ومحاسبة المخطئ وتبرئة البريء ولكن الأهم هو مواجهة الحقائق بكل وضوح وحيادية وإنصاف ووضع الأسس والمستلزمات المطلوبة للخروج من الأزمة ونتائجها الكارثية والاتجاه نحو مستقبل لا تهدده مفاجآت قادمة لم يتوقعها الذين حملوا أمانة خدمة الناس وصيانة أرواحهم وممتلكاتهم (!!!).وهذه النقلة تتطلب من لجنة تقصي الحقائق توفير الظروف التي تساعد كل من يساءل على بيان الحقائق وبسطها أمام اللجنة مهما اتسعت دائرتها وتشعبت أطرافها وتمددت خيوطها إلى مواطن ما كان أحد يجرؤ على الإشارة إليها قبل الأمر الملكي الذي نزع الحصانة عن المتورط كائنا من كان. يحتاج التقصي الشفاف إلى إيجاد المناخ الكفيل بتشجيع المسائلين على كشف ما لديهم، فالكثيرون – حتى وإن أخطأوا – سيجدون الصعوبة في الإفصاح عن أسباب خطئهم حين يكون من عناصره والمستفيدين منه بعض النافذين وأصحاب السطوة الذين يخشى بأسهم ولا تؤمن أضرارهم وملاحقتهم حتى بعد مؤاخذات اللجنة – سواء كانت بالتجريم أو بالتبرئة.. تحتاج اللجنة – وهي جادة في تلمس أسباب الكارثة ونزع المشكلة من جذورها – أن تراعي هذه الملابسات وتدفع بمن تسائلهم إلى....