لقاء مع وزير التربية والتعليم

Abstract

I. إن يلتقي الوزراء مع نخبة من المثقفين ليستمعوا الى طروحاتهم ومقترحاتهم ويجيبوا على تساؤلاتهم واهتماماتهم واطلاعهم على الواقع بكل شفافية وصراحة فإن ذلك يعد نقلة حضارية وتطورا سياسيا وبحثا عن المعلومات التي تسهم في صنع القرارات السديدة لتحقيق التطور والرقي للوطن ولقد كان لقاء رائعا ذلك الذي نظمته الإدارة العامة للتربية والتعليم للبنين بالمنطقة الشرقية مع معالي الدكتور عبدالله بن صالح العبيد وزير التربية والتعليم في مساء الأربعاء العاشر من شهر ربيع الثاني 1429هـ بفندق المريديان بالخبر حضره عدد من الأكاديميين والتربويين والكتاب رجال الأعمال وجاء نتيجة لجهود سعادة الدكتور عبدالرحمن المديرس مدير عام التعليم بالشرقية ومعاونيه واستجابة كريمة من معالي الوزير الذي رأى فيه المجتمعون نموذجا للمسئول الحريص على التطوير وتحقيق الأهداف. وبالنسبة لي فقد كنت لا أعلم عن معالي الوزير سوى انه وزير لأخطر وزارة في بلادنا وتكمن خطورتها في كونها مسئولة عن تربية وتعليم اجيال الوطن وأن أي خلل في مسيرة هذه الوزارة وبرامجها ومناهجها التعليمية وأساليبها التربوية وينتج عنه انحرافات سلوكية وفكرية لدى الأجيال وتدني مستواهم العلمي وفشلهم في مواجهة التحديات ومواكبة المتغيرات الحياتية في المستقبل وخرجت من هذا اللقاء الحافل بحصيلة من المعلومات التي منحتني معرفة بهذا الرجل الفذ وتوضعه الجم يتحدث بهدوء وتمكن وصراحة ويتبين من حديثه عمق معرفته بالتطورات التعليمية الحديثة في البلدان المتقدمة وثقافته الواسعة بالمناهج التعليمية الراقية وحرصه الكبير على تحقيق أهداف مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم الذي تم رصد مبلغ تسعة آلاف مليون ريال لتنفيذه في أقرب وقت ممكن ليشمل تطوير المناهج التعليمية والبيئة المدرسية والمعلم والقيادات التربوية. وفي سياق أجاباته على الأسئلة المطروحة ومداخلات الحاضرين اتضح ان الوزارة تعاني عقبات اجرائية وتمويلية لتنفيذ خططها التربوية مثال ذلك برنامج الإرشاد والتوجيه الطلابي الذي كان جزءا من مداخلة كاتب هذه السطور و الإرشاد والتوجيه السلوكي والنفسي والاجتماعي والتعليمي والذي يتطلب عناصر بشرية مؤهلة تأهيلا تخصصيا وتطبيقيا وفنيا والذي يشكل اهمية تربوية قصوى ولكن رغم هذه الأهمية فإن جهة التمويل وزارة المالية لم توافق على تخصيص اعتماد مالي لتمويل عملية تعيين عناصر بشرية تحت مسمى (المرشد الطلابي) وكذلك عملية اعدادهم وتدريبهم مما اضطر الوزارة الى اسناد مهمة الارشاد الطلابي الى معلمين غير متخصصين الأمر الذي اعاق تحقيق أهداف هذا البرنامج الهام وأجاب معاليه على الجزء الآخر من مداخلة الكاتب حول ضرورة إيجاد مقرر مرن يشمل الأمن الفكري والبيئة والمرور والسلامة وشئون العلاقات الأسرية ويكون المقرر متدرجا من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية العامة والتعليم العالي والتعليم الفني والمهني كما أجاب معالي الوزير بكل شفافية على المداخلات التي تناولت ثلاثين موضوعا ومن بينها العنف المدرسي ومكانة المعلم التي تدهورت بتأثير بعض السلوكيات غير المقبولة أخلاقيا لبعض المعلمين مما أساء الى سمعتهم وأثر سلبا على مكانتهم في أعين الطلبة وأولياء أمورهم ومن المداخلات عدم وضوح استراتيجية التعليم في البلاد بشكل محدد وهذه الاستراتيجية المفقودة رغم اهمية تحديدها لتقود قطاع التعليم في الاتجاه الصحيح الا انها غائبة عن التعليم العام والفني والعالمي. وللمزيد عن هذه المداخلات يمكن الاطلاع على تغطية صحيفة اليوم اصدار يوم الاحد 14 ربيع الثاني 1429هـ صفحة 21 ويجدر بالقول ان هذا اللقاء بدد الكثير من الغموض المحيط بوزارة التربية ومناهج التعليم وأعطى وضوحا اكثر لدى المشاركين في الاجتماع عن برامج الوزارة وكان نجاحا كبيرا لادارة التعليم المنظمة لهذا الاجتماع ولجهود مديرها العام الدكتور عبدالرحمن المديرس رائد ثقافة الجودة الشاملة ومعاونيه من التربويين المخلصين وفقهم الله. Alikader77@yahoo.com